أرض شريف إسماعيل
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أرض شريف إسماعيل!

 فلسطين اليوم -

أرض شريف إسماعيل

بقلم-سليمان جودة

أتابع جهد المهندس شريف إسماعيل فى استرداد أرض الدولة ممن اعتدوا عليها، وأتابع جهده فى صد كل اعتداء يقع على الأراضى الزراعية، وأقدّر الجهد المبذول من جانبه فى الحالتين، وأعرف أن الرجل حريص، من خلال اللجنة العليا التى يرأسها، على أداء المهمة على أفضل ما يكون!

ولكن المهندس شريف كان رئيساً للحكومة، قبل أن يجلس على رأس اللجنة، ويعرف من اجتماعات سابقة له، مع المحافظين بالذات، أن الفلاح الذى يبنى بيتاً على أرض زراعية فى زمام قريته لا يبنيه بغرض الاعتداء على أرض مزروعة أبداً، بقدر ما يفعل ذلك استجابة لحاجة ضاغطة عليه!

وعندما قرأت أن اللجنة تفكر فى إجراء تعديلات تشريعية، لتغليظ العقوبات على المعتدين، تمنيت لو أن المهندس شريف فكر فى الأمر بطريقة مختلفة.. طريقة تفرق بين الذى بنى على أرض زراعية، لأنه لا بديل آخر أمامه، ولأن البديل هو أن ينام فى الشارع، وبين الذى يستولى على أرض للدولة ويقيم حولها الأسوار!

إن أبناء الريف هُم أول الذين يعرفون قيمة الأرض، وهُم أول الذين يحرصون على الاستزادة منها، ولا يفرطون فيها إلا إذا وجدوا أنفسهم مرغمين على ذلك، ويكاد الفلاح، من شدة ارتباطه بالأرض، يفرط فى واحد من أولاده، ولا يفرط فى أرض يملكها ويزرعها!

وهذا المعنى لابد أن يكون حاضراً فى عقل اللجنة، وهى تستعد لإرسال تعديلاتها التشريعية إلى مجلس النواب، لأن المهم فى القانون أن يكون عملياً فى التعامل مع الناس، وأن يكون واقعياً فى صياغة مضمونه، وأن يجعل روحه فوق نصوصه، وأن يأمر الناس بما هو فى طاقتهم، وبما هو مستطاع، وإلا فإن التحايل عليه، والالتفاف حوله، والبحث عن ثغرات فيه، يظل دائماً هو الحل!

ليس الهدف هو الرضا بأى عدوان على الأرض.. فلا أحد مع نقصان الرقعة الزراعية عاماً بعد عام، ولا أحد يوافق على تآكلها سنةً بعد أخرى.. ولكن السؤال الذى على الحكومة، ممثلة فى اللجنة، أن تجيب عنه هو: ماذا يفعل أى مواطن فى أى قرية، إذا ضاق بيته عليه وعلى أولاده، ولم يجد أمامه سبيلاً سوى بناء بيت جديد؟!.. ماذا يفعل.. بل ماذا تفعل الحكومة إذا وضعت نفسها فى مكانه؟!

الحل هو توسيع الكردون الذى يجوز البناء داخله على مستوى القرى كلها كل فترة، بما يضمن مواجهة الحاجة التى تنشأ باستمرار لدى أهلنا هناك فى بناء بيوت جديدة.. والحل هو أن تفرض الدولة رسوماً على كل بيت يقام.. والحل أن يكون الرسم الذى يجرى تحصيله كافياً لاستصلاح ضعف مساحة الأرض التى جرى البناء فوقها.. والحل هو أن يتم توجيه حصيلة هذه الرسوم إلى استصلاح مساحات جديدة تعويضاً عما تآكل واختفى!

للدولة حق لا شك فى ذلك ولا فصال.. ولكن للناس حقاً فى المقابل لا يجوز إغفاله، ولا نسيانه، ولا الجور عليه!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرض شريف إسماعيل أرض شريف إسماعيل



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday