الرجل كان دقيقاً
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

الرجل كان دقيقاً!

 فلسطين اليوم -

الرجل كان دقيقاً

بقلم-سليمان جودة

أعجبتنى الدقة التى تحدث بها مظلوم كوبانى، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إلى وكالة الأنباء الفرنسية أول هذا الأسبوع!

كان كوبانى يتحدث من مدينة الحسكة الواقعة شرق سوريا، وكان يتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، الشهير بـ«داعش»، وكان كوبانى يقول فى حديثه إن قواته التى يقودها لا تزال تطارد بقايا التنظيم فى مناطق الشرق السورى، وإنه سوف يعلن فى الشهر القادم نهاية الوجود العسكرى للتنظيم الإرهابى فى شرق سوريا تماماً!

ومن المعروف عن هذه القوات أنها تضم عناصر عربية وكردية، وأنها تتولى منذ ٢٠١٥ مطاردة داعش فى المدن التى كانت مسرحاً لعملياته فى شرق سوريا، ومعروف كذلك أن قوات سوريا الديمقراطية تحظى بدعم أمريكى معلن ومباشر!

وبصرف النظر عما إذا كان كوبانى سوف يلتزم بما أعلنه، أم لا، فالدقة التى أردت الإشارة إليها فى حديث رجل يوصف كثيراً بأنه لا يتحدث إلى الإعلام إلا قليلاً، أنه لم يتحدث عن القضاء على كل وجود لداعش.. فتلك مسألة فيما يبدو فوق طاقته، فضلاً عن أنه أمر يقع خارج اختصاصه.. ولكنه خصص كلامه كله عن القضاء على الوجود العسكرى على وجه التحديد!

وكأنه قد أراد أن يقول إن تنظيم داعش له أكثر من وجود على أكثر من مستوى، وإن الوجود العسكرى يخصه هو كقائد لقوات وظيفتها مطاردة كل عنصر من عناصره حتى النهاية.. أما الوجود على كل مستوى مختلف، كأن يكون المستوى الفكرى، مثلاً، فذلك مستوى له مواجهة أخرى فى ميدان آخر، وبأدوات مغايرة، وعن غير طريق القوة العسكرية!

وهذا بالضبط ما تحدث عنه كثيرون بيننا، عندما تكلموا عن أن القوة فى مواجهة الإرهاب الذى يمارسه داعش وغير داعش، ضرورية، ومطلوبة، ولا غنى عنها، ولكنها وحدها ليست كافية، ولا يمكن إذا بقيت وحدها فى الميدان أن تؤدى فى غاية المطاف الى القضاء عليه!

لا يمكن!

فهذا التنظيم فى الأصل فكرة، والفكرة لا يمكن مطاردتها بالسلاح، وإنما يمكنك مطاردة معتنقى الفكرة بالسلاح، ما دامت فكرة تؤمن بالعنف، وتمارسه، وتدعو إليه، وتغرى به المؤمنين بها، وتدفعهم دفعاً إلى ممارسة كل أشكال القتل فى حق الناس!

ولذلك.. فإذا صدق كوبانى فى وعده بالقضاء العسكرى على داعش الشهر القادم، فالله وحده أعلم بالمدى الزمنى الذى تحتاجه المنطقة، ويحتاجه العالم، للقضاء على داعش الفكرة.. لا داعش التنطيم!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل كان دقيقاً الرجل كان دقيقاً



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday