المخططات الإسرائيلية قدرٌ محتومٌ أم وهمٌ مزعومٌ
أخر الأخبار

المخططات الإسرائيلية قدرٌ محتومٌ أم وهمٌ مزعومٌ

 فلسطين اليوم -

المخططات الإسرائيلية قدرٌ محتومٌ أم وهمٌ مزعومٌ

بقلم : د. مصطفى يوسف اللداوي

ينتاب الفلسطينيين من المخططات والمشاريع الإسرائيلية المحمومة، والأحلامِ الكبيرة والآمالِ العريضة والوعودِ الكثيرة، الأمنية والعسكرية والسياسية، والاقتصادية والاستيطانية والبرامج المستقبلية، الكثيرُ من القلق والخوف على وطنهم فلسطين، وأرضهم الغالية وديارهم المباركة، وبقاعهم المقدسة وأقصاهم الشريف ومسرى رسولهم الكريم، وشعبهم العظيم ومستقبلهم الآتي وغدهم المجهول، وممتلكاتهم العزيزة وموروثاتهم الغالية، ويظنون أن العدو الإسرائيلي قد نجح بمشاريعه ومخططاته في ابتلاع الأرض، وتقسيم البلاد، ومصادرة الممتلكات، وشطب الهوية، وتزييف الواقع، وتغيير التاريخ، وتبديل الشواهد وتدمير القرائن، وتشتيت الشعب، وتشريد السكان، وطرد أصحاب الحق، واستبدالهم بمطاريد غرباء، ووافدين تعساء، يدعون حقاً ليس لهم، ووطناً هو بحقٍ لغيرهم، وقد كان يقيناً لأجدادهم وسيعود حتماً لأحفادهم.

فقد هوَّد الإسرائيليون جزءاً كبيراً من مدينة القدس الشرقية، واحتلوا أحياءها الإسلامية، وسكنوا في أزقتها وحواريها، وطردوا من بيوتها سكانها وأصحابها، وأسكنوا فيها غرباءهم والوافدين، وغيروا وبدلوا أسماء شوارعها، وأحلوا مكان العربي منها أسماءً عبرانية قديمة، ادعوا أنها كانت ملكاً لهم وسكناً لشعبهم، وبنوا في مدينة القدس وحولها المستوطنات الكبيرة، والمدارس الدينية العديدة، التي يتخرج منها المتشددون والمتطرفون، الذين لا يرون أن للفلسطينيين مكاناً بينهم، ولا متسعاً لهم في كيانهم، وأعلنوا أن القدس مدينتهم، وأنه أورشاليم الأولى عاصمتهم الأولى والأبدية لكيانهم.

وغزوا المسجد الأقصى وباحاته بمستوطنيهم ومتدينيهم، وشرطتهم وعسكرييهم، وسياسييهم ومسؤوليهم، وسياحهم وزوارهم، وأغلقوا بواباته ومنعوا المصلين الفلسطينيين من الدخول إليه والصلاة فيه، وادعوا أنه مكانهم المقدس الذي كان لهم، وأنه هيكلهم القديم ومعبدهم الأول الذي اختاره الرب لهم، وأعلنوا أنهم يعملون لاستعادته، وإعلان السيادة اليهودية عليه، وفق ما نصت عليهم توراتهم وما جاء في تلمودهم، وهم لا يعترفون بسيادة غيرهم عليه، وإن شهدت لهم مؤسساتٌ دوليةٌ، وأقرت بحقوقهم فيه هيئاتٌ أمميةٌ.

أما الضفة الغربية فقط طلقوا عليها اسم "يهودا والسامرة"، وادعو أنها أرض مملكتهم الأولى والثانية، اللتين كانتا يوماً بزعمهم في أورشاليم وشخيم، وإليهما التحقت كل الأراضي المجاورة شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً، ولهذا فإنهم يعتبرون أن الضفة الغربية كلها هي أرضهم وإليهم تعود ملكيتها، وعليهم أن يستعيدوها سكناً وسيادةً، وسيطرةً وإدارةً، وعليه فقد أكثروا فيها المشاريع ومزقوها بالمستوطنات، وقطعوا أواصرها بالحواجز الأمينة والبوابات الإليكترونية، وعزلوها عن بعضها البعض بالجدران والأسوار، وما زالوا كل يومٍ يصادرون فيها أرضاً جديدة، ويبنون أو يوسعون فيها مستوطناتٍ كثيرةٍ، في الوقت الذي يخربون فيها الزروع ويخلعون الأشجار ويدمرون البنيان، ويقتلون بسلاحهم الإنسان والحيوان.

أما الإنسان الفلسطيني فقد قتلوه وسجنوه، وعذبوه واضطهدوه، وأبعدوه ونفوه، ومارسوه ضده كل أشكال العسف والحرمان، والظلم والعدوان، فاقتلعوهم من ديارهم، وطردوهم من بلداتهم، وهدموا على رؤوسهم بيوتهم ومنازلهم، وخربوا حياتهم وأفسدوا مستقبلهم، وجعلوا الحياة في وطنهم قاسية صعبة، ومؤلمة وموجعة، فلا عمل ولا سفر، ولا دراسة ولا علاج، ولا استقرار ولا بناء، ولا أمن ولا سلام، وألبوا عليهم إخوانهم، وتحالفوا عليهم مع جيرانهم، وطوقوهم بجيشهم والبحر، وحلفائهم والقهر، فكانت بلداتهم سجوناً، ومدنهم باستيلاتٍ محصنةٍ، ذات أبوابٍ مغلقةٍ، وأسوارٍ عاليةٍ، وجدران سميكةٍ، يملكون دون غيرهم مفاتيحها، ويسكت عن ظلمهم وعدوانهم دعاة الحرية وحراس القيم، والمنادون بالقانون والداعون إلى السلام.

يحاول العدو الإسرائيلي أن يصدق نفسه، وأن يطمئن روحه، وأن يوهم شعبه بأنه قد نجح فيما يريد، وحقق ما تصبو إليه نفسه، وأنه تمكن من ربط الماضي السحيق بالحاضر اليوم، فأعاد أمجاد السابقين، واستعاد أملاك الآباء المؤسسين والأنبياء الواعدين، والملوك المنتصرين، وأنه تمكن من خلال القوة العسكرية والتفوق النوعي والإسناد الدولي من تحقيق أهدافه، والاقتراب من تنفيذ أحلامه الموعودة وآماله المنتظرة، وأنه لم يعد هناك ما يعيق مشروعه، أو يعطل مسيرته، أو يفشل مخططاته ويحبط أماله، فليس من بين العرب الذين عادوه قديماً من يهدد أمنه، أو يزعزع حكمه، أو يفكر بالقضاء عليه أو المساس به، بل إن خصوم الأمس باتوا أصدقاء اليوم وحلفاء المستقبل، معه يتفقون، وبه يثقون، وبالتعاون معه يعملون، ومع أمنه ينسقون، وعلى قوته يعتمدون، فإلام الخوف وعلام القلق، وقد أضحت كل الظروف تخدمه، وجميع الأطراف تصادقه وتعاهده.

نخطئ كثيراً إذا سلمنا لهذا الواقع وخضعنا له، وآمنا به وتعاملنا معه كحقيقةٍ واقعةٍ، وقدرٍ محتومٍ، ونتيجةٍ مسبقةٍ يجب التعامل على أساسها، والبناء على معطياتها، والتعامل مع مخرجاتها، فالإسرائيليون أنفسهم يدركون أنهم في خطر، وأن مشروعهم في مهب الرياح، وأن مستقبلهم غامض، ومصيرهم أسودٌ قاتمٌ، وأن محاولاتهم المحمومة في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، وتهجير السكان وإجراء تغيير ديمغرافي على الأرض، فضلاً عن بناء معسكرات الجيش وثكناته في مختلف مناطق القدس والضفة الغربية، مهما بلغت واشتدت، ولاقت دعماً دولياً أو واجهت صمتاً أممياً، فإنها لن تقوَ على أن تضفي شرعيةً على وجوده، ولن تتمكن من ضمان مستقبله، وتأمين حدوده وأمنه، وسلامة مستوطنيه وجنوده، بل إنهم يعلمون أن ما يقومون به لن يقربهم من الهدف، ولن يحقق لهم الرجاء، ولن يصل بهم إلى بر الأمان.

أما نحن فنؤمن يقيناً إن الانتصار الفلسطيني المجيد عندما يأتي فإنه سيخلع الإسرائيليين من جذورهم، وسيطرحهم خارج الأرض، وسيعيدهم إلى جهات الدنيا الأربعة التي جاؤوا منها، وستنسيهم إرادتنا وساوسهم، وستوقظهم عزائمنا من سباتهم، وستصفع قبضاتنا وجوههم، وسيطهر انتصارنا المحتوم بقاعنا المقدسة من رجسهم، وسيغسل الأرض من روثهم، وسيكنس البلاد من بقاياهم، وسيخلص العالم والمنطقة من شرورهم، وسيجعل الحياة من بعدهم أكثر أمناً واستقراراً، وأفضل حالاً وأحسن مقاماً، هذا يقيننا الذي به نؤمن ولأجله نعمل، اليقين الذي سيكشف وهمهم، والأمل الذي سينتصر على بغيهم، وهو بإذن الله قريب، وسيعلم يومها الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخططات الإسرائيلية قدرٌ محتومٌ أم وهمٌ مزعومٌ المخططات الإسرائيلية قدرٌ محتومٌ أم وهمٌ مزعومٌ



أناقة ياسمين صبري على الشاطئ من الأبيض الكلاسيكي إلى الألوان المبهجة وجولات الموضة لا تتوقف

القاهرة ـ فلسطين اليوم
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 21:11 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكد رغبة جمهور سنغافورة في استمرار فورمولا1

GMT 00:11 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

كيف توسّع المكعبات خيال الطفل؟

GMT 05:25 2016 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتوفير المساحة في الشقق عن طريق الأثاث

GMT 21:48 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفلامنكو "الطريق المفتوح" في دار الأوبرا الأحد

GMT 10:22 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جولة لتوعية مزارعي وادي بيضان بطرق الزراعة

GMT 07:34 2016 الأحد ,25 أيلول / سبتمبر

خلطة الجرجير والروزماري المطحون لتساقط الشعر

GMT 03:53 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

خمسة أسباب تجعل الأشخاص يهتمون بارتداء بلوزة عيد الميلاد

GMT 17:16 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

لقاء صحي موسع في مستشفى عمران العام

GMT 23:07 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

دار أطلس تصدر كتاب "أفكار حول تعميق الإصلاح"

GMT 06:49 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس بايدن يختار أميركية من أصول فلسطينية ضمن فريقه القادم

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday