بقلم: فاروق جويدة
قلت للرئيس السيسى فى لقائه مع المثقفين ان عددا كبيرا من الوزراء فى الحكومة لا يعرفهم الشارع المصرى قد لا يعرف أسماءهم ولا يحفظ ملامحهم وان الوزير لا بد ان ينزل إلى الشارع ويتواصل مع الناس وقلت للرئيس اذكر فى زمان مضى كان الوزراء ينزلون إلى القرى والنجوع وكنت ترى وزير الزراعة فى زيارات وسط الفلاحين يتابع محاصيل القطن والقمح والذرة وكنت ترى وزير التعليم وهو يقف بين التلاميذ فى إحدى القرى النائية وكان وزير التعليم يزور الجامعات الإقليمية ويدير الحوارات مع الأساتذة والطلاب..
ان الأزمة الحقيقية الآن ان الجميع ينتظر كاميرات التلفزيون ويرتب حياته ومسئولياته على ان يخاطب الشعب عبر الأثير وكثيرا ما تشهد الشاشات معارك بين المسئولين وكل برنامج يحاول ان يشد العدد الأكبر من المشاهدين وتراه يفتعل المعارك ويشعل النيران التى قد تصل إلى الشتائم والبذاءات..
لقد أصبح المنصب فى مصر مجرد سلسلة من العلاقات العامة والجلسات والبرامج التلفزيونية وفى بعض الأحيان يتم ترتيب لقاءات على الشاشات تتحدث عن انجازات السيد الوزير وهى ابعد ما تكون عن الواقع..
ان المطلوب ان ينزل المسئولون إلى الشارع ويواجهون مشاكل الناس وأزماتهم.. ان ينزل وزير الرى ليرى ما يحدث فى أزمة المياه عند الفلاحين وان يزور وزير الصناعة المصانع ويتابع مشاكل العمال ويزور وزير الزراعة المحاصيل الزراعية وكيف يعيش الفلاح وسط همومه وأزماته ويراقب وزير الإسكان ما يرى فى مشروعات المساكن ومستوى الجودة فيها..
وان نجد وزير التربية والتعليم يواجه الحفلات الراقصة فى مدارس البنات والمدرسين يرقصون مع طالباتهم.. وان نجد وزير الصحة فى مستوصفات الفقراء وقد كان الدكتور إبراهيم بدران ـ رحمة الله عليه ـ يجرى عمليات جراحية بنفسه فى مستشفيات الفقراء فى المحافظات حين كان وزيرا للصحة وكذلك النبوى المهندس وغيرهما من أطباء مصر العظام..
ان القاهرة وسكانها ليسوا الشعب المصرى والمكاتب لم تخلق للعمل الوزارى وشاشات الفضائيات لا تغنى عن مواجهة المواطنين وحل مشاكلهم اما ان يدخل الوزير الوزارة ولا يراه احد الا يوم خروجه منها فهذا شىء لا يليق.