بقلم: فاروق جويدة
سوف نعانى زمنا طويلا من لعنة الانقسامات التى حلت بنا فى السنوات الأخيرة، ترك لنا العهد البائد سكان العشوائيات وأصحاب المنتجعات..وترك لنا الإخوان ميراثا ثقيلا من الانقسامات التى وصلت إلى أبناء الأسرة الواحدة والغريب أن لعنة الانقسامات توشك أن تعصف بالبرلمان الوليد..رغم كل الملاحظات التى أحاطت بتشكيل المجلس الجديد إلا أننا تفاءلنا مع بداية اجتماعاته أنه خطوة للأمام وقد لا تكون كما تمنينا وحلمنا، ولكنه واقع لا بأس به فقد أكملنا خريطة الطريق التى وعدنا بها العالم..وقد بدأ د.على عبد العال رئيس المجلس بعد الجلسات الأولى وحالة الفوضى التى أصابت المجلس أكثر حسما فى مواقف كثيرة اهتزت فيها صورة المجلس حتى بدأ يأخذ مساره وهو يناقش مشروعات القوانين التى تقدمت بها الحكومة..إلا أن المفاجأة هى ظهور جمعيات بين أعضاء المجلس وكلها تحمل اسم مصر حتى ان إحداها بلغ عدد الأعضاء المنتسبين إليها 300 عضو وهو نفس الرقم فى التيار الشهير ائتلاف مصر..وظهر بعض رجال الأعمال وكل واحد يريد أن يشكل جماعة فى المجلس..ثم فجر د. عبد العال قضية تدريب الأعضاء فى مراكز بحثية ولا احد يعلم هل هى مجانية أم مدفوعة الثمن، وما هى مؤسسات الدولة التى تتحمل هذه التكاليف وهل تتلقى دعما خارجيا ومن أين ولماذا وكيف..إذا كان المجلس يريد تدريب الأعضاء فعليه ان يلجأ إلى الجامعات المصرية بحيث يستضيف عددا من الرموز المتخصصة فى كل مجال فى القانون والاقتصاد والسياسة من أساتذة جامعاتنا الكبار أما أن يترك المجلس أعضاءه للمغامرين والنشطاء فهذه قضية شائكة..لقد انقسم المجلس على نفسه فى تشكيل كتلة تحمل اسم مصر..ثم كانت أكثر من جماعة داخل المجلس تحمل اسم مصر. فهل هذا يعنى أن المجلس نفسه لا يتبع دولة اسمها مصر..المواقف الحاسمة لرئيس المجلس حق مشروع له حتى لا تتحول التجربة إلى مظاهرة من الفوضى وعدم الالتزام..ليس هناك ما يمنع أن يتم تدريب الراغبين من الأعضاء داخل مجلسهم وتحت إشرافه إما التقسيمات والجماعات والجمعيات وكل هذه المسميات ينبغى أن يرفضها المجلس تماما..وهو قادر على ذلك.