بقلم فاروق جويدة
يبدو إننا أمام خريطة جديدة للعالم العربى يجرى إعدادها الآن في أكثر من عاصمة..هناك أطراف كثيرة لديها مطامع في هذه الغنائم التى سيتم توزيعها.
.بعد كل ما حدث من انهيارات في النظم السياسية الحاكمة وبعد شواهد الدمار التى لحقت بنصف سكان العالم العربى سوف يجلس الكبار الآن لتوزيع الغنيمة كما حدث منذ أكثر من مائة عام في معاهدة سايكس بيكو، وتوزيع الدولة العثمانية الرجل العجوز في ذلك الوقت إن ما حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومع تراجع موقع القضية الفلسطينية وما لحق بالبترول العربى من خسائر وما تركه الربيع العربى الذى تحول إلى خريف مدمر كل هذه الأسباب جعلت هناك حسابات أخرى..أمام الاحتلال الأمريكى للعراق تحركت إيران ونجحت في تقسيم الشعب العراقى بعد نهب ثرواته..وأمام الدمار الذى لحق بالشعب السورى تحركت روسيا لتهبط بكل إمكانياتها في الأراضي السورية دون حساب لأى شئ وهنا وقفت أوروبا ترصد الأحداث في ليبيا في انتظار توزيع الغنائم بينما بقى اليمن محاصرا بالحوثيين ورئيس مارس كل أنواع الخيانة ضد شعبه..وفى ظل هذا كله كانت قضية العرب الأولى فلسطين تأخذ مكانا بعيدا في اهتمامات العالم شرقا وغربا ومع هذا كله وقفت تركيا على حدود الشام لأن لها مطامع أخرى أمام الحالة التى يعيشها العالم العربى كانت إسرائيل هى الفائز الأول في كل ما حدث فى ظل هذا التخبط تراجعت إسرائيل عن قضية الدولتين بل إنها تريد تأكيد سيطرتها على الجولان إذا لم يكن لديها أطماع أخرى في سوريا..إن إيران لا تنفى مطامعها في دول الخليج حتى لو قررت الانسحاب من اليمن، كما أن روسيا لن تكتفى بقواعدها العسكرية في سوريا ومازالت أوروبا تضع تصورا للمستقبل في ليبيا وسط هذا كله تقف مصر وهى القوة العربية الصامدة تراجع المواقف لأن لها مصالحها الإستراتيجية في البحر الأحمر والبحر المتوسط والسودان وليبيا ومع غزة وهى تراقب من بعيد أطماع تركيا وإيران وروسيا وقبل هذا كله ماذا ستفعل أمريكا أمام كل هذه المتغيرات الإقليمية والدولية التى تهدد مصالحها في قلب العالم.