بقلم - فاروق جويدة
زارتنى بلا موعد ورحلت بلا أسباب رغم أن هناك سنوات طويلة فرقت بيننا ربما نسيت ربما أنا أيضا نسيت وان كانت هناك أشياء فى الحب لا تنسى إنها فرحة اللقاء وعذابات الألم وكلها تأتى بلا استئذان.. لم اعرف لماذا جاءت وما هى الأشياء التى جعلتها تحن إلى أيام مضت كان أجمل ما فيها انها لم تترك بيننا جراحا..
أسوأ الأشياء فى الحب أن يترك خلفه جراحا قد تكون جراحا فى الكرامة أو الإخلاص ورغم كل ما يقال انه لا كرامة فى الحب إلا أن كبرياء الإنسان هو ثروته الحقيقية وزاده الذى لا ينبغى ان يتخلى عنه..
أما الإخلاص فهو يعنى أن الحب حقيقة لأنه لا حب مع الخداع.. بعض النساء أحيانا تنهى الأشياء وتترك معها عقدا نفسية أن تتصور المرأة أنها إذا انتزعت نفسها فى ساعة غضب فإن الجراح تترك خلفها مرارة الذكرى والمرأة التى تفاخر بضحاياها فى الحب امرأة لم تقدر الحب ولم تضع المشاعر فى مكانها الصحيح..
إذا سمعت امرأة تدعى أن فلانا أحبها وان فلانا مات من اجلها وان هناك ثالثا هجر الوطن والناس حزنا عليها لا تصدق ما تقول لأن المرأة إذا أحبت رجلا ملأ عليها الكون ولن ترى بعده أحدا أما إذا تسولت الحب من هنا وهناك فهى عادة تقع فريسة المغامرين الذين يلتفون حولها مثل الوليمة وكل واحد يأخذ منها شيئا..
لا أدرى لماذا جاءت وما هى الأشياء التى جعلتها تتذكر أيامى معها رغم أنها كانت قصيرة ولماذا اختفت فى ظروف غامضة..هل هو كبرياء المرأة حين تراجع دفاتر أيامها وتحاول أن تستعيد الثقة فى نفسها وهى تتساءل تراه مازال يذكرنى وهل سيعرف ملامحى بعد أن عبثت بها خطوط الزمن..
أنا كبرت قليلا ولكننى مازلت جميلة..لحظات قليلة وشعرت أنها تحاول أن تواجه الزمن وربما نجحت ولكن الشئ الغريب اننى لم استطع أن استعيد معها لحظة صدق واحدة فقد كنت اعرف أنها لن تعود ولن تجرب المحاولة مرة أخرى أصعب الأشياء أن تحاول أن تبعث الروح فى حب مات.