بقلم : فاروق جويدة
الألغام التى تنطلق تحت قبة البرلمان تحتاج من رئيسه د.على عبدالعال شيئا من الحسم, خاصة انها تستهلك وقتا وجهدا وأعصابا أحق بها هموم المصريين وهى كثيرة .. إن الألغام الطائشة التى بدأت بكشف البكارة فى الجامعات من احد الأعضاء إلى روايات نجيب محفوظ وما تبع ذلك كله من ردود أفعال تتطلب ان يلتزم أعضاء المجلس بجدول الأعمال .. فى اسابيع قليلة خرجت من مجلس الشعب شظايا كثيرة فى موضوعات ليست من اختصاص الأعضاء, ومنها مناقشة كتابات نجيب محفوظ لأن مثل هذه الموضوعات يناقشها النقاد والأدباء والمفكرون, خاصة إننا أمام قامة إبداعية وفكرية كبيرة.. منذ سنوات اتخذ مجلس الشعب قرارا بمصادرة كتاب «الفتوحات المكية» لابن عربى الصوفى الكبير ويومها كتبت سلسلة مقالات فى «الأهرام» وتساءلت من فى مجلس الشعب قرأ الكتاب خاصة ان كتابات ابن عربى لها خصوصية شديدة فى لغة صوفية متفردة ولم يجد المجلس يومها غير ان يتراجع ..
ان مثل هذه القضايا ينبغى ألا تناقش فى البرلمانات, خاصة إذا كان أمام البرلمان العشرات من مشروعات القوانين التى ينتظرها الشعب مثل قانون الجمعيات الأهلية والمساكن القديمة.. منذ أسابيع طرح احد الأعضاء قضية الكشف عن عذرية البنات فى الجامعات, وكان اقتراحا غريبا ومريبا لأنه يفتح أبوابا كثيرة لاقتحام خصوصيات المرأة ويعطى حقوقا لغير أصحابها حتى لو كان أعضاء مجلس الشعب. ان المطلوب الآن ان يحسم رئيس المجلس مثل هذه العنتريات, وفى تقديرى أن كلمة منه يمكن ان تطفئ نيرانا كثيرة قبل ان تهبط الكاميرات وتعلو الصرخات بين مؤيد ومعارض, خاصة ان الإعلام ينتهز الفرص ويحاول ان يخلق الأزمات والمعارك بحثا عن نسب المشاهدة, والشارع المصرى ليس فى حاجة إلى مزيد من التوترات, ويكفى ان زيادة أسعار السلع وتخفيض الجنيه أمام الدولار هبطت على رءوس الناس فى بيوتهم فى غفلة من البرلمان وتحايل من الحكومة.. يجب ان يترك المجلس الموقر قضايا الفكر والإبداع لأصحابها, اما قضايا السلوك والاخلاق وعذرية البنات فأن المجلس ليس جهة اختصاص.