بقلم : فاروق جويدة
كان من الضرورى ان يقدم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب كل مشاعر الولاء والعرفان لإسرائيل قبل ان يدخل البيت الأبيض فى يناير القادم.. لم يتردد ترامب فى ان يصرح لصحيفة إسرائيل اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل هى واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط وأنها منارة الأمل للكثير من الناس وانه يحب إسرائيل لأن بينها وبين أمريكا قيم مشتركة فى الحريات وحقوق الإنسان وانها علاقة غير قابلة للانفصال.. فى أثناء الانتخابات أعلن ترامب ان القدس عاصمة إسرائيل وكل هذه المشاعر الفياضة جاءت على ألسنة الرؤساء السابقين فى أمريكا لأن الكثيرين منهم اعتبروا إسرائيل دائما ولاية أمريكية لها كل حقوق الولايات الأخرى..
لا احد ينتظر الكثير من ترامب لا العرب ولا المسلمين ولا الشعب الفلسطينى لأن الرجل عاشق لإسرائيل حتى النخاع.. إلا ان المهم الآن ما هو موقفه من ايران والاتفاق النووى معها وهل سيلغى هذا الاتفاق وماذا أيضا عن دعمه للرئيس السورى بشار الأسد وهل يتوافق ذلك مع موقف إسرائيل من الأسد.. وقبل هذا كله هل تنسحب القوات الأمريكية من العراق ام انها ستحارب بضراوة ضد حشود داعش فى العراق وسوريا وليبيا لأن الرئيس المنتخب يرى ان الأسد أفضل كثيرا من حشود المعارضين له..
ان الرئيس الأمريكى القادم تحيط به سحابات كثيرة من الغموض فى مواقفه تجاه العالم العربى والمسلمين خاصة انه سيتولى السلطة والقوات الأمريكية تحارب فى قلب العالم العربى الإسلام السياسى كما ان قضية العرب الأولى وهى فلسطين لم تعد فى مقدمة المشهد حتى لدى العرب أنفسهم بل تراجعت كثيرا أمام قضايا أخرى تفرض نفسها فى سوريا والعراق وليبيا واليمن لقد انسحبت أمريكا من تأييدها لقضايا الحريات وحقوق الإنسان والرئيس الأمريكى القادم يرى ان شعوب هذه المنطقة أولى بها ديكتاتوريات واستبداد حكامها وليس لهم نصيب فى الديمقراطية.. كما ان الرئيس الجديد ليست له خلفيات سياسية فهو لا يعلم عن العالم العربى غير الإرهاب والبترول وحماية امن إسرائيل.. وحتى يفهم الرئيس الجديد تكون السنوات الأربع لولايته قد انتهت.