بقلم فاروق جويدة
لو صدقت اتهامات الرئيس أوباما والسيدة هيلارى كلينتون بأن الرئيس الروسى نجح فى التدخل فى الانتخابات الأمريكية واخترقت التكنولوجيا الروسية حصون مراكز المعلومات الأمريكية فهذا حدث وانجاز خطير.. إن أمريكا هى الأرض التى أنجبت كل نظم التكنولوجيا الحديثة, ومنها انتقلت إلى دول العالم هذا الانجاز البشرى الخطير, وحين تكتشف الإدارة الأمريكية ان روسيا بأجهزتها ووسائلها الحديثة قد لعبت دوراً فى أهم حدث أمريكى وهو انتخاب رئيس الدولة فهذه سابقة خطيرة ربما تغير الكثير من موازين القوى حول الاستخدامات الحديثة للتكنولوجيا خاصة فى بلدين فيهما أهم واقوى صناعات الأسلحة بما فيها السلاح النووى وكلا الرئيسين الروسى والأمريكى يملك استخدام هذا السلاح حتى لو دمر العالم كله.. ان نجاح الرئيس بوتين فى اختراق أهم مؤسسات أمريكا الأمنية يضع تساؤلات كثيرة عن الصراع القادم وهو لا يعود إلى أساليب الحرب الباردة أو السباق النووى ولكن السباق التكنولوجى سوف يتصدر الآن المواجهة الجديدة بين القطبين الكبيرين, روسيا وأمريكا, ويبدو ان روسيا قد حققت خطوات كثيرة فى السنوات الماضية فى هذا المجال, كما انها استخدمت أنواعا جديدة من الأسلحة والذخائر والصواريخ فى معاركها فى سوريا.. وإذا صدقت الرواية التى جاءت على لسان اوباما وهو رئيس مسئول بأن للروس دوراً فى نجاح الرئيس المنتخب دونالد ترامب فهذا تحول خطير فى العلاقات بين الدولتين الأكبر فى العالم.. والسؤال الآن : هل نحن على أبواب حرب تكنولوجية جديدة؟ لقد جربت أمريكا هذا النوع من الحروب من خلال الفيس بوك وتويتر والنت فى ثورات الربيع العربى ويبدو انها حققت فى ذلك نجاحات كبيرة ولكن روسيا استطاعت ان تقلب الموازين وتحشد جيشا من لغة العصر وتضرب أمريكا فى واحد من أهم واخطر أحداثها وهو اختيار رئيس الدولة الذى وصل إلى البيت الأبيض على أجنحة التكنولوجيا الروسية التى يبدو انها تفوقت على تكنولوجيا العم سام..لا احد يستطيع ان يتنبأ بأبعاد هذا الصراع القادم وخاصة ان هناك أطرافا دولية أخرى ستكون شريكة فى هذا الصراع ومنها الصين واليابان وإسرائيل وإيران والبقية تأتى.