بقلم : فاروق جويدة
هناك دعوات غريبة ومريبة تدعو الآن إلى ما يُسمّى الدين الإبراهيمي، وهى دعوة لدمج الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية) فى دين واحد، يضم القرآن الكريم والإنجيل والتوراة فى كتاب واحد.. كما تهدف إلى إنشاء مجمّعات تضم المساجد والكنائس والمعابد، دون أى تفرقة بين الناس فى الأديان أو الطقوس. وتروج هذه الدعوة لدين جديد، يطالب به بعض الكُتّاب والرؤساء، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل، بالإضافة إلى آخرين.. قد تكون هذه الدعوة أخطر محاولات تشويه الإسلام والمسيحية أيضًا، وضرب جذور هذه الأمة.. فالدعوة استكمال لما تتعرض له الشعوب العربية ، مثل الدمار الذى حلّ بغزة ولبنان، حيث بدأ تجريف العقائد الدينية والكتب السماوية. والواضح أن الإسلام والقرآن الكريم هما الهدف الأساسي، إلا أن المؤامرة ستمتد لتطال الديانة المسيحية أيضًا.. لقد بدأت بعض الدول بالفعل فى تغيير مناهج التعليم تمهيدًا لهذا الدين الجديد، وأنشأت أماكن تجمع رجال الدين من كل الأديان، بما فى ذلك الأقليات الدينية من دول العالم.
إن القضية أخطر مما يتصوّر البعض، لأن ما يدعو إليه البعض كتابةً أو رأيًا قد يُفرض بالقوة، من خلال قوى أجنبية أو قرارات محلية. وأمام منطق القوة الذى يسود العالم الآن، يمكن أن تُفرض مواقف ضد الأديان والكتب السماوية .. المطلوب الآن هو موقف حاسم ضد هذه الدعوات المشبوهة، وكلمة موحدة من عناصر الأمة، مسلمين ومسيحيين، لأن ما يحدث هو استكمال لمشروع صهيونى يهدف إلى تشويه عقائد الناس واستباحة أديانهم.. إنه مشروع قائم على استخدام القوة فى إبادة البشر وإهدار حقهم فى الحياة.