بقلم فاروق جويدة
مع عودة الموصل المدينة العريقة إلي قلب العراق يمكن أن يصحو الأمل في قلوب العراقيين وكل عشاق الوطن العريق أن العراق يعود إلي دوره ومسئولياته بعد سنوات ظلام طالت .. إن تحرير الموصل من حشود داعش إنجاز عسكري وتاريخي كبير ولعل هذا ما عبر عنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حين أعلن وسط قيادات الجيش العراقي أن الموصل قد تحررت تماما .. كان اخطر وأسوأ الأحداث في مدينة الموصل انها قضت سنوات في مقاومة حشود داعش وتصور الإرهابيون يومها أنهم علي أبواب إعلان الخلافة الإسلامية ودمروا كل شئ في العراق الذي كان يوما من اغني الدول العربية وأكثرها ثراء وثقافة وتحضرا .. لم يكن الاحتلال الأمريكي للعراق هو الكارثة الوحيدة التي حلت بهذا الوطن الجميل .. كان ظهور داعش واقتحامها الأراضي العراقية مأساة إنسانية بكل المقاييس وبدأت المخاوف من أن تسيطر داعش علي كل الوطن العراقي وتعلن قيام دولة الإرهاب ولكن الشعب العراقي وجيشه الباسل قاوموا وتصدوا للغزو الداعشي ورغم كل الكوارث التي واجهتها مدينة الموصل العريقة صمد الجيش وصمد سكان الموصل واستطاعوا تحرير المدينة والبيوت والمساجد والكنائس لم يبق في الموصل غير أطلال تحكي قصة من أكثر المأسي في تاريخ الشعب العراقي .. إن عودة الموصل تفتح أبوابا كثيرة من الأمل أمام الشعب العراقي .. أن ينتهي زمن الاحتلال الأمريكي البغيض وهو السبب في كل المآسي والمحن التي أصابت الشعب العراقي .. أن يعيد العراقيون بناء وطنهم الذي دمرته الحروب والفتن أن تتوحد فصائل الشعب التي انقسمت علي نفسها ما بين السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد أن يعود المهاجرون الذين هربوا من الحرب والاحتلال لبناء وطنهم من جديد أن يعود العراق إلي أمته العربية حصنا من حصونها بدوره التاريخي في الفكر والثقافة والحضارة .. إن عودة الموصل يمكن أن تكون بداية حلم جديد لكي يعود العراق للعراقيين وتعود بغداد إلي أمتها العربية فقد كان غيابها خسارة للجميع ومنذ سقطت بغداد أمام الاحتلال الأمريكي فقدت الأمة العربية حصنا من حصونها المنيعة.