بقلم : فاروق جويدة
ما حدث فى الكنيسة البطرسية داخل رحاب الكنيسة الأم يطرح أمامنا أكثر من سؤال حول توقيت وميعاد الجريمة البشعة, والقاعة التى شهدت هذا العدد الضخم من الضحايا, وكلهم من النساء والأطفال, وقبل هذا كله أين كانت احتياطيات الأمن والحراسة حول الكنيسة خاصة أننا نعلم أن لحراسة الكنائس أهمية خاصة لدى أجهزة الأمن..
ان أبشع ما فى الحادث أنه جرى فى يوم من أقدس الأيام فى حياة المسلمين, وهو مولد المصطفى "عليه الصلاة والسلام" وهو رحمة للعالمين..إن اختيار اليوم لتنفيذ هذه الجريمة يؤكد أن الهدف لم يكن الكنيسة فقط وهى تخص الأقباط ولكنها أفسدت على المسلمين فرحتهم بيوم من أقدس أيامهم, وهذا يعنى أن الجريمة قصدت المسلمين والأقباط معا..لقد ضاعت على المسلمين فرحتهم بذكرى ميلاد نبيهم "عليه الصلاة والسلام"..
على جانب آخر فإن اختيار قاعة للصلاة مخصصة للأطفال والنساء اختيار شيطانى, حيث حرمة النساء وبراءة الأطفال, وكيف يكون العمل الاجرامى الخسيس أكثر تأثيرا فى كل بيت سواء كان مسلما أو مسيحيا..إن دماء النساء الأمهات التى اختلطت بدماء أطفالهن الأبرياء ليست جريمة عادية, ولكنها اتسمت بالخسة والوضاعة..والسؤال الذى ينبغى أن نطرحه بكل الأمانة : كيف تسلل الارهابى إلى الكنيسة ومعه المتفجرات التى تزيد على 8 كيلو وفى رواية أخرى 12 كيلو ليدمر قاعة للصلاة بكل من فيها..والسؤال الأهم: ما هى الاحتياطيات فى تأمين الكنيسة هل هناك أجهزة حديثة تراقب دخول الزوار وهل من حق أى إنسان أن يدخل دون سؤاله إلى أين حتى لو كان يريد الصلاة ولماذا لا تخضع هذه الأماكن لرقابة أمنية تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة فى التصوير والمراقبة..
تعازينا لشعب مصر مسلمين ومسيحيين, لأن الدم واحد والكارثة أصابت كل بيت ولأن الإرهاب لن يفرق جمعنا, ولن يحملنا بعيدا عن أحلامنا فى مستقبل كريم يليق بنا..الإرهاب بلا دين وبلا هوية وإرادة المصريين سوف تنتصر دائما لأنها العدل والحق والسلام..من أعظم ما قالت سيدة مسيحية بعد هذه الكارثة إننا سوف نصلى فى الجوامع ..وهذه هى مصر الشعب الواحد.
المصدر - جريدة الأهرام