بقلم : فاروق جويدة
الدول الأوروبية تبحث الآن عن ملاجئ فى العالم لأيواء ملايين المهاجرين الذين ذهبوا إليها بسبب الحروب الأهلية فى العالم العربي..ان الملايين التى هربت من المعارك والدمار فى العراق وسوريا وليبيا واليمن تحولوا إلى أزمة كبيرة فى الدول الأوربية الآن وكل دولة تريد ان تتخلص من هذا العبء..لقد عرضت المانيا ترحيل نصف مليون مهاجر إلى اى دولة عربية مقابل ان توفر لها مصادر الخيام التى يقيم فيها هؤلاء وإذا كان العالم يتحدث الآن عن ملاجئ للمهاجرين فماذا عن فصائل داعش التى تنسحب الآن من مواقع كثيرة أمام القصف الجوى والمعارك الدامية..
اين يذهب مقاتلو داعش بعد ان تحسم المعارك فى سوريا والعراق وعلى حدود تركيا هل يتجه هؤلاء إلى أوروبا ام إلى الدول العربية خاصة ان الآلاف منهم من دول أوروبا وسوف يعود هؤلاء إلى أوطانهم بأفكار ومعتقدات مريضة وسوف يخرج هؤلاء من المعارك ولديهم رغبة فى الانتقام من العالم كله.. سوف تحمل قوات داعش الهاربة من جحيم الموت أسرار كل شئ عن هذه الفترة المظلمة من تاريخ العرب والمسلمين بل من تاريخ الإنسانية كلها..
لقد شاركت كل جيوش العالم فى الحرب ضد داعش واستخدمت الدول كل ما لديها من الأسلحة الحديثة فى هذه المعارك وسوف يرحل هؤلاء وينتشرون فى الأرض ومعهم كل أبجديات الإرهاب والقتل والتخلف وبينهم وبين العالم كله ثأر طويل وحسابات كثيرة ان الأزمة الحقيقية ان داعش لم تكن من جنس واحد أو عقيدة واحدة او وطن واحد لقد جمعت فى صفوفها كل ألوان الإرهاب والقتل والدمار لقد كانت تشكيلا دوليا من كل دول العالم وسوف يكون حساب داعش مع العالم كله..وإذا كانت أوروبا تضج الآن بالمهاجرين المسالمين فماذا ستفعل مع الإرهابيين القادمين من مدن الموت والدمار..لنا ان نتصور هؤلاء الذين حاربوا العالم كله بأسلحته وطائراته وجيوشه حين يجدون أنفسهم أمام عواصم الغرب الذى صنع السلاح وتاجر فيه وما هو مستقبلهم والعالم كله يطاردهم فى كل مكان..على العالم ان يستعد لمواجهة شاملة مع الهاربين من الموت إلى الموت