بقلم فاروق جويدة
فى مصر مؤسسات تعمل بأسلوب عصرى متقدم يضع الكثير من الحقائق أمام سلطة القرار ومن أهم هذه المؤسسات الجهاز المركزى للإحصاء بقيادة اللواء أبو بكر الجندى هذا الرجل يعمل مع كتيبة رائعة من الفدائيين الذين يطاردون كل مؤسسات الدولة المصرية بالحقيقة حتى لو كانت قاسية ومؤلمة وخطيرة ابتداء بالأطفال الذين يولدون كل صباح وانتهاء بالملايين الذين يعانون الفقر والإهمال من أجهزة الدولة .. الأرقام التى يقدمها اللواء الجندى ينبغى إلا تضيع فى سراديب الجهاز الإدارى لأن هذه الأرقام هى الحقائق التى ينبغى أن تكون على مكتب كل مسئول فى هذا البلد .. حيث تتحدث تقارير جهاز المحاسبات عن نسبة الأمية .. ومعدلات الفقر.. والزيادة السكانية .. ومرض فيروس سى ومرض السرطان وحالات الفقر الشديد فى محافظات الصعيد والتى وصلت إلى 66% ونسبة البطالة والشباب العاطل والمرأة المعيلة وضحايا المعاشات وسكان العشوائيات وانهيار العملية التعليمية والخدمات الصحية هذه الخريطة التى يقدمها جهاز المحاسبات هى المؤشرات الحقيقية عن كل ما يجرى فى مصر .. أن أرقام المسئولين فى أحيان كثيرة أبعد ما تكون عن الحقيقة لأن كل مسئول يرى أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان رغم أنه لا شىء على الإطلاق فى الصحة أو التعليم أو البطالة.. إن أهم الأشياء فى أرقام وإحصائيات أبو بكر الجندى أنه لا يجمل الصورة ولا يخفى الحقيقة عن صاحب القرار ولأننا أخفينا الكثير من الحقائق زمنا طويلا فقد ظهرت الكوارث مرة واحدة فى الطرق والمواصلات والخدمات والمرافق والبطالة ونهب المال العام وبدأنا فى بناء دولة من الصفر عندى رجاء واحد من اللواء الجندى أن يقول لنا الرقم الحقيقى عن المعونات الاقتصادية التى حصلت عليها مصر فى ثلاثين عاما وأين تسربت وماذا عن مشروعات الخدمات الوهمية فى الطرق والمجارى والمياه التى جاءت على لسان المسئولين فى الدولة طوال هذه السنوات ولم ينفذ منها شىء .. تحية لكتيبة اللواء أبو بكر الجندى ليس فقط لأنها تكشف الحقائق ولكن لأنها تعلمنا لأول مرة كيف تكون الأرقام أول ما نصل به إلى الحقيقة.