بقلم : فاروق جويدة
لا أتصور مهاجمة أحد رموز السلطة الفلسطينية وهو مصطفى البرغوثي، لأن الرجل عبّر عن وجهة نظر مختلفة.. إن الخلاف بين رموز السلطة خلاف قديم ما بين دعاة المقاومة فى حماس والجهاد وبقية الفصائل ، وما بين أنصار السلام من دعاة أوسلو ، وليس هذا هو التوقيت المناسب.. إن البرغوثى أحد القيادات الفلسطينية البارزة، وكان من رموز فتح، وكان من المقرّبين إلى الراحل الكبير ياسر عرفات، وهو لم يتردد فى أن يعلن تأييدها للمقاومة، رغم أنه لا ينتمى إلى حماس..
إن القضية تتطلب الآن موقفا موحدا، خاصة أن السلطة لم تحقق أى مكاسب أمام العالم أو أمام الشعب الفلسطيني. فهى لم تحارب ولم تقاوم..
إن من حق مصطفى البرغوثى أن يعبر عن مواقفه، خاصة أنه تحدث فى قضية شائكة، وانتقد مواقف دول تجاه تلك القضية،.. ولا أحد يمنع رمزا فلسطينيا كبيرا أن يقول رأيا مخالفا، حتى لو أغضب السلطة.. إن فتح هاجمت البرغوثى وهو أحد أبنائها، ووحدة الشعب الفلسطينى ينبغى أن تسبق كل الخلافات بين أبناء الوطن الواحد.. المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطينى أمام عدو همجى متوحش ، ودعاة السلام يجب أن ينسحبوا، لأن الدم أغلى..
لم تكن المرة الأولى التى تشهد خلافا بين السلطة والمقاومة وليس من حق أحد حتى السلطة أن تحرم شعبا من الدفاع عن أرضه ضد احتلال غاشم.. كما أن الدول التى ترفض المقاومة ينبغى ألا تطلب التنازل من شعب يدافع عن ارضه ووجوده .. المواقف لا تحتمل المراوغة فى مثل هذه القضايا، والفلسطينيون أصحاب القضية وليسوا فى حاجة إلى خلافات جديدة..