بقللم فاروق جويدة
أكثر من دلالة حملها حفل افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وهي أكبر قاعدة برية في المنطقة العربية وإفريقيا..الدلالة الأولي أن القاعدة حملت اسم واحد من رموز ثورة يوليو الذين أهملهم التاريخ وظلمتهم الأحداث وهو اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية المصرية بعد نجاح ثورة يوليو وقد عاني الرجل كثيرا سجينا ومظلوما ومغضوبا عليه وفي ذلك التكريم رد اعتبار لتاريخه..الدلالة الثانية هو دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكبار المسئولين العرب للمشاركة في هذه المناسبة بكل ما يعنيه هذا الحضور من جسور التواصل والشراكة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به المنطقة وتعيش فيه الأمة العربية واحدة من أكبر المأسي في تاريخها الحديث..أما الدلالة الثالثة فهي اهتمام مصر بجيشها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الوطن إن الجيش هو السند الحقيقي لأي انجازات تتم علي ربوع المحروسة وفي عصر تتغير فيه موازين القوي كل يوم أمام تطورات جديدة وإمكانات متقدمة فإن مصر حريصة علي تطوير جيشها في كل المجالات تأهيلا واستعدادا وتدريبا مع توفير احدث المعدات العسكرية التي وصل إليها العالم..إن تطوير أداء الجيش المصري احد الركائز الأساسية نحو بناء مصر الحديثة وهذا ما يحرص عليه الرئيس السيسي منذ كان وزيرا للدفاع..إن احتفالية قاعدة محمد نجيب تحمل أكثر من رسالة في هذا التوقيت وفي هذا الموقع وبهذه الصورة المشرفة التي تؤكد أن مصر تسير في طريق بناء دولة جديدة قادرة علي حماية ترابها وإنجازاتها..حين تحدث الرئيس السيسي عن إمكانات مصر العسكرية وأنها قوة سلام وبناء وتقدم وليست طريقا إلي العنف والإرهاب وإن جيش مصر الذي قدم الدماء في سيناء دفاعا عن ترابها قادر علي أن يحمي هذا الوطن ويصون أمته العربية..إن قاعدة محمد نجيب صورة حية من صور الانجازات التي حققتها القوات المسلحة في مسيرة البناء حيث توافرت فيها كل الإمكانيات الدفاعية والهجومية علي مساحة ضخمة وفي منطقة مهمة تشهد الآن تحولات كبيرة في إنشاء المفاعل النووي وغاز المتوسط ومدينة العلمين وتطوير الساحل الشمالي كله وقبل هذا كله حماية أمن مصر من كل الجهات.