بقلم : فاروق جويدة
◙ الحياة تغيرت فى كل شيء، أخلاق الناس وأحوال البشر، وحتى المناسبات لم تعد كما كانت.. أيام رمضان، الشهر الكريم، تغيرت، غابت الصحبة والسهرات الجميلة، ومشاعر الحب والرحمة.. لم يعد الزمان كما كان، وحين تنظر حولك لا تجد غير عالم تبدلت أحواله وازداد وحشية وجنونًا وقسوة.
◙ إن دماء غزة غيرت كل شيء فى حياة الناس، والأطفال يموتون جوعًا، والآباء يختفون تحت الأنقاض، والأمهات يهربن من الجحيم إلى الموت، والعالم ينظر لكل هذه المآسى ولا يتحرك، وكأننا نعيش فيلما من أفلام الرعب على الطريقة الأمريكية.
◙ وما بين عصابات فى تل أبيب وواشنطن، يشهد أهل غزة واحدة من أسوأ الجرائم فى تاريخ البشرية. لقد اكتفى العالم بالنظر إلى الضحية، وافتقد كل مشاعر الرحمة.. إن مأساة غزة سوف تحتل صفحات كثيرة من تاريخ المجازر البشرية فى عصر التقدم والحضارة، ولن يفلت أحد من الحساب.
◙ شيء لا يصدق، وسط أنهار الدم فى غزة، يعود الصراع بين أبناء الشعب الواحد، وتنطلق الإدانات على جثث الضحايا وأطلال البيوت.. كانت إسرائيل تراهن دائمًا على الزمن، وضيعَت مئات الفرص، وتراهن على صراع الأشقاء وقد نجحت، ووقّعت مئات الاتفاقيات ولم تُنفذ منها شيئًا، وما زالت ترتكب جرائمها أمام عالم فقد الرحمة والنخوة والإنسانية.
◙ هناك من يراهن على وضع نهاية لأبطال المقاومة، بل تهجير الناس وبيع الأراضى.. من يا ترى سيشارك فى مزاد البيع والتهجير؟ الصفقة كبيرة جدًا وتتجاوز أرض فلسطين، لأن الجيش الإسرائيلى لا يضع حدًا لأطماعه، ولا أحد يعلم على من سيكون الدور. الوليمة كبيرة جدًا، والذئاب ينتظرون، «وليس لها من دون الله كاشفة»، ولا حول ولا قوة إلا بالله.