بقلم - فاروق جويدة
هناك صفحات بيضاء فى تاريخ قبائل سيناء حين وقفوا مع الجيش المصرى فى كل معاركه وحروبه وكانوا نموذجا للوفاء والانتماء والوطنية .. وفى الأيام الأخيرة أعلنت القبائل السيناوية الحرب على فلول الإرهاب فى سيناء .. كانت هناك مواجهات محدودة لأن الجيش كان يقوم بدوره كاملا فى هذه الحرب .. ولا شك أن دخول قبائل سيناء فى هذه المعارك يمثل تحولا مهماً فى هذه المواجهات .. إن التنسيق بين الجيش والقبائل كان دائما حاضرا خاصة فى المعارك القديمة مع إسرائيل منذ حرب 48و56و67و73 وكلها لحظات تاريخية اختلطت فيها دماء الشهداء ..
إن اهالى سيناء يعرفون كل حبة رمل فيها وهم يعرفون الطرق والجبال والمخابئ .. ويعرفون أيضا إذا كانت هناك عناصر تتسلل تحت إغراء المال أو الجنة الموعودة ..
وقبل هذا فإن الإرهابيين قتلوا أعداداً كبيرة من أبناء القبائل وهنا ثار زعماء القبائل حين اكتشفوا وجود عناصر أجنبية فى صفوف داعش واتضح لهم إننا أمام مؤامرة دولية وربما كان اقتحام قوات الجيش والأمن لجبل الحلال هو البداية لكشف أبعاد التواجد الأجنبى فى حشود داعش فى سيناء .. إن دخول القبائل السيناوية فى هذه المعركة يمثل انجازا وتحولا فى الحرب مع الإرهاب .. إن قبيلة الترابين وهى الأكبر فى سيناء تقود الآن كل القبائل السيناوية وقد ألقت القبض على عدد كبير من عناصر داعش وسلمتهم للسلطات المصرية ..
لاشك أن دخول أهالى سيناء فى المعركة سوف يكشف أبعاد المواجهة وسوف يكون بداية تنسيق كامل مع الجيش والأهالى وقوات الأمن ربما تأخر قرار زعماء القبائل بعض الوقت خاصة أن الحرب بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات وأهالى سيناء أدرى بشعابها وقد عانوا كثيرا أمام التهجير واعتداءات داعش على شبابهم وبيوتهم وأرزاقهم ولهذا فإن خروجهم لمواجهة الإرهاب يمثل مرحلة جديدة قد تكون أكثر حسما خاصة أن هناك عناصر أجنبية تتسلل إلى داعش من أكثر من مكان والقبائل السيناوية أدرى بكل هذه التحركات.. إن أهالى سيناء يدركون حجم المخاطر والتهديدات التى تمثلها المواجهة مع الإرهاب فى سيناء.