بقلم فاروق جويدة
رحل الرئيس باراك اوباما عن البيت الأبيض تاركا خلفه تساؤلات كثيرة عن مدى نجاحه أو فشله فى إدارة شئون العالم وليس أمريكا وحدها..لقد ظل الرجل فى منصبه ثمانى سنوات وكانت أمامه ملفات كثيرة تركها جورج بوش الابن وكلها أخطاء وخطايا..لم يستطع الرئيس اوباما ان يخرج بأمريكا من مستنقع الدم فى العراق بل تورط فيه أكثر رغم انه فى سنواته الأولى فى الحكم تحدث عن آمال كثيرة فى إنهاء مأساة العراق خاصة ان المحنة لم تكن فى العراق وحده ولكنها انتقلت إلى بلاد أخرى وأشعلت الفتن فى أكثر من مكان كما ان خسائر أمريكا البشرية ما بين القتلى والمصابين تجاوز كل الحدود..والآن يخرج اوباما من البيت الأبيض بينما العراق مازال يحترق..على الجانب الآخر مازالت محنة أفغانستان التى امتدت سنوات فى وقت تصور فيه اوباما أن النصر قادم بعد اغتيال بن لادن..كان ميراث العراق وافغانستان تركة ثقيلة تركها جورج بوش ليغرق فيها اوباما ويتركها لمن جاء بعده..كان من توابع ذلك كله ما حدث فى سوريا من دمار وما تشهده ليبيا من انقسامات وقبل هذا كله تضخم الدور الايرانى أمام اتفاق لم يراع ظروف المنطقة وحساباتها..قد يكون الرئيس اوباما قد حقق بعض الانجازات للمواطن الأمريكى فى تراجع نسبة البطالة أو التأمين الصحى أو النمو الاقتصادى إلا انه اخفق كثيرا فى سياساته الخارجية فلم يستطع طوال سنوات حكمه ان يخطو بحقوق الشعب الفلسطينى خطوة واحدة للأمام..لقد لاقى اوباما ترحيبا كبيرا وهو يتحدث فى جامعة القاهرة ويومها فتح أبوابا كثيرة للأمل ولكن لم يتحقق شىء مما وعد به والآن يخرج من البيت الأبيض ومازال العراق محتلا وغارقا فى دماء شعبه ومازالت محنة أفغانستان وخراب سوريا وليبيا واليمن وكل هذه الكوارث كانت أمريكا طرفا مؤثرا فيها وحين يكتب التاريخ عن اوباما فلن يجد الكثير فى سجلات الرجل فقد جاء فى هدوء واشعل النيران بين الشعوب العربية الإسلامية من اجل سيطرة إيران وباع الفلسطينيين أكثر من مرة ولم يصدق فى وعد واحد مما وعد به..ومثل اوباما حكام كثيرون رحلوا مثلما جاءوا.