بقلم : فاروق جويدة
ظاهرة جديدة طيبة أن يترك د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء مكتبه فى القاهرة وينطلق فى زيارات متتابعة لمحافظات مصر لكى يشاهد على الطبيعة مشاكل الناس ويلتقى المسئولين ويتابع معهم وسائل حل هذه المشاكل .. لقد بدأ د.مدبولى بعواصم المحافظات وأكد فى لقاءاته أن الحكومة لن تسكت على التلاعب فى أسعار السلع فى الأسواق وأنها سوف تتدخل بقوة لمنع هذه التجاوزات .. لقد فتح رئيس الحكومة أبوابا كثيرة بهذه الزيارات ليكمل دور الحكومة فى مواجهة أزمات كثيرة تعانى منها طبقات المجتمع المختلفة .. إن الفلاح المصرى يحتاج إلى وقفة تعيد للزراعة المصرية دورها وأهميتها فى الاقتصاد المصرى .. وإذا كانت أزمة البطاطس قد فجرت الأزمة فإن هناك محاصيل أخرى فى مقدمتها القطن الذى رفضت الحكومة استلامه وهناك الأرز ولا أحد يعرف مستقبله وهو السلعة الرئيسية فى طعام ٥٠ مليون مصرى وأكثر وهناك الخضراوات التى تجاوزت أسعارها كل الأرقام وهناك مشاكل الفلاح المصرى مع المبيدات والأسمدة والبذور ورفض استلام المحاصيل وهناك قبل ذلك كله غياب سياسة زراعية مدروسة وملزمة وتراعى فيها حقوق الفلاح والدولة معا .. لقد خسرت مصر محاصيل كثيرة وأصبحنا نستورد الأرز من فيتنام والثوم من الصين والقطن من الهند والأخطر من ذلك أن طعام المصريين يأتى من الخارج .. إن الفلاح المصرى فى حاجة إلى مؤتمر يناقش همومه ومشاكله وقضاياه وأن ينزل المحافظون والمسئولون فى الإدارة المحلية إلى الناس فى الريف ويتابعون أحوالهم .. لقد اتسع الفارق كثيرا بين سعر المحاصيل الزراعية وبين ما تدفعه الحكومة وما يدفعه التجار حتى إن الفلاح الآن يفضل أن يحتفظ بما يزرع فى بيته لأن الأسعار ترتفع كل يوم .. إن جولات رئيس الوزراء فى المحافظات سوف تبنى جسورا بين الناس والمسئولين خاصة أن فئات كثيرة من الشعب تشعر أن المسئولين لا تعنيهم هموم الفلاحين أو العمال وأن المنشآت الجديدة تأخذ كل الوقت والاهتمام منهم .. الفلاح المصرى فى حاجة إلى الرعاية فهو يعيش ما بين الأسعار وسوء حالة المحاصيل وإهمال مؤسسات الدولة..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع