بقلم فاروق جويدة
رحل السيد ياسين المفكر العصرى الذى اهتم دائما بقضايا المستقبل رغم إدراكه الشديد لخطورة ومسئوليات الواقع الذى تعيشه مصر..كانت أحاديثه دائما وكتاباته تسعى إلى رسم صورة لمستقبل أفضل أكثر ارتباطا بالعصر وأكثر تحديا للأزمات التى نمر بها ..
كان السيد يسن مفكرا من طراز رفيع يذكرنا دائما بكتابنا الكبار الذين وضعوا العقل دائما فى الصدارة ورغم تعدد المجالات التى قرأ أو كتب فيها فإن المؤثرات الفكرية التى عايشها جعلته دائما أكثر شمولية فى فكره..كان يناقش القضايا بمختلف جوانبها وأمام اتساع قراءاته فى الأدب والاجتماع والسياسة والاقتصاد فقد كان دائما قادرا على أن يناقش الأشياء والظواهر بعمق لم تتوقف دراساته عند كلية الحقوق والقوانين والدساتير التى بدأ معها مشواره الأكاديمى ولكنه كان ينتقل من حين لآخر إلى ساحات فكرية مختلفة فقد سافر إلى فرنسا ليدرس علم الاجتماع ثم عاد لكى يشيد مركز الدراسات الإستراتيجية فى الأهرام ويضم فيه نخبة واعدة من شباب الباحثين وكانت قضيته الأساسية كيف يفتح آفاق المعرفة المعاصرة أمام القارئ..فى السنوات الأخيرة وبعد ثورة يناير اهتم السيد ياسين كثيرا بقضايا الشباب خاصة بعد أن غيرت الثورة مسارها وتحولت إلى عبء ثقيل على فرسانها ومنهم من اخطأ الطريق ومنهم من خذلته أحلامه فى التغيير..كان السيد ياسين إصلاحى التفكير يؤمن بالتغيير العاقل الذى يراعى ظروف المجتمعات وتحولاتها الكبري..وقد مر فى مدراس فكرية كثيرة ما بين الفكر الناصرى والإخوان المسلمين واستقر به المقام فى مدرسة العقل مدافعا عن الحريات بكل صورها فكرا وسلوكا وحياة..وقد قدم السيد ياسين مجموعة متنوعة من الدراسات فى تخصصات كثيرة وإن دار معظمها حول المستقبل الذى اهتم به كثيرا..كان يربط بين التنمية بكل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويرى أن مصر فى الفترة الأخيرة بدأت تشق طريقها نحو بناء اقتصادى واجتماعى أكثر تقدما ومعاصرة وإننا قادرون على أن نصنع لشعبنا حياة أفضل..ومع رحيل السيد ياسين تفقد مصر فارسا من فرسان الحكمة الذى دافع دائما عن سلطان العقل بعيدا عن عشوائيات الفكر المتخلف مطالبا السلطة بأن تنظر دائما للمستقبل لأنه التحدى الوحيد.