بقلم - فاروق جويدة
منذ شهور واجه أطفال مصر محنة قاسية حين غاب لبن الأطفال عن الأسواق وارتفعت أسعاره بصورة مخيفة..وأمام العجز الشديد فى هذه السلعة الضرورية تدخلت القوات المسلحة وقامت باستيراد كميات كبيرة فى وقت قصير للغاية وباعتها بأسعار مخفضة للمواطنين وأنقذت الأسرة المصرية من كارثة..الشىء الذى لم يعرفه احد إلا فى الأيام الأخيرة أن هناك شركة مصرية لإنتاج لبن الأطفال تصدر إنتاجها للخارج وبالعملات الصعبة ولا احد يعلم عنها شيئا حتى وزير الصحة المصري..إن الشركة كما تقول البيانات تنتج 35 مليون علبة سنويا واحتياجات السوق المصرى تبلغ 18 مليون علبة، أى أن لدى الشركة 17 مليون علبة للتصدير وانها قادرة على توفير كل احتياجات الدولة من لبن الأطفال وهو على درجة عالية من الجودة..هذه القصة دارت فى الأيام الأخيرة حين أعلن د.احمد عماد الدين وزير الصحة انه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع .
الغريب فى الأمر أن المهندس محمد زكى السويدى رئيس اتحاد الصناعات أكد انه اخطر رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل والمهندس طارق قابيل وزير الصناعة بهذا اللغز الغريب وان كليهما اخطر وزير الصحة بهذه الحكاية..إن القضية هنا تتعلق بأكثر من جانب وأكثر من طرف أمام غياب الحقيقة وهذا يطرح أكثر من سؤال..هل يعقل أن وزارة الصحة لا تعلم أن فى مصر مصنعا للألبان بهذه الفخامة وهى تواجه محنة أمام نقص لبن الأطفال؟!.. وهل وزير الصناعة لا يعلم ما يجرى فى وزارته من إنتاج؟!.. وكيف علم رئيس الحكومة بقصة هذا المصنع والدولة تعانى نقصا رهيبا فى سلعة تهدد أطفال مصر؟!.. وقبل ذلك كله كيف يتم تصدير هذه الكميات الرهيبة بالعملات الصعبة وهى تتمتع بسمعة دولية؟! هل يمكن أن يحدث ذلك فى بلد فيها مسئولون وفيها حكومة؟!.. من أين حصلت الشركة على مسوغات إنشائها وتحت اى قانون وأين موافقات الجمارك على التصدير وأين حصيلة العملات الصعبة وما موقفها مع البنوك وفى أى الموانى تجرى عمليات التصدير وأين رقابة الصحة على الإنتاج وقبل هذا كله لماذا تجاهلت الحكومة كلام رئيس اتحاد الصناعات؟!.. قضية غريبة ومريبة وتدعو للأسى.