بقلم فاروق جويدة
يتصور الإرهابيون ان العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر نقطة الضعف التى يمكن الانطلاق منها لإفساد كل شىء فى حياة المصريين وهى اقرب الطرق إلى الحرب الأهلية..
والشىء الغريب ان هؤلاء الأغبياء يتجاهلون تاريخا طويلا كان المصريون فيه جسدا واحدا فى السراء والضراء..لم يكن الشعب المصرى فى يوم من الأيام يفرق بين ابناء الوطن الواحد، فى السكن كنا دائما جيرانا وفى المدرسة كنا نجلس فى مكان واحد وفى النادى وعلى المقاهى وفى المستشفيات لم يكن هناك مسلما ومسيحيا..لم تسأل الأسرة يوما إذا كان الطبيب الذى يعالجها مسلما ام مسيحيا وان الحارس الذى يقف أمام البيت من ديانة أخرى وكانت المساجد ملاصقة للكنائس والجميع يصلى لله سبحانه وتعالى..لم يشعر المصريون حين خرجوا وراء سعد زغلول ان هناك مسلم ومسيحيى وحين جمع حزب الوفد فى نشأته اكبر العائلات المسيحية فى مصر لم يكن يفرق بين النحاس باشا ومكرم عبيد بل ان مكرم عبيد تخصص فى الدفاع عن المسلمين أمام القضاء وكان يترافع بآيات من القرآن الكريم وهو المسيحى الذى حفظ القرآن..وحين كتب العقاد كتابه عن المسيح عليه السلام لم يكن يفرق بين أنبياء الله وحين كتب نظمى لوقا كتابه عن محمد عليه الصلاة والسلام كان ذلك حبا وحين كتب خالد محمد خالد عن السيد المسيح كان إعزازا لنبى من أنبياء الله وقبل ذلك كله فإن سورة مريم فى القرآن الكريم درس فى المحبة والإيمان واحترام الأديان..من أين يدخل الإرهاب فى نسيج الوطن المصرى الذى قام دائما على المحبة لا شىء غير الدماء البريئة التى تسيل على أبواب المساجد والكنائس وتقتل الأبرياء..ان الشىء الذى لا يعرفه الإرهاب ان هذه الدماء شربت مياه نيلنا الخالد واختلطت بطين هذه الأرض وأصبحت جزءا منها لأن الشهداء الذين يموتون فى سيناء الآن يدافعون عن وطن واحد دون ان يعرف الناس من منهم المسيحى ومن المسلم..ان هذه الأحداث الدامية تزيد المصريين إصرارا وحرصا على امن وطنهم لأن السفينة واحدة والحلم واحد فليس لنا غير وطن واحد ومصير واحد أيضا