بقلم فاروق جويدة
قررت وزارة الداخلية تخصيص سيارات مكيفة لترحيلات المساجين والمتهمين في قضايا جنائية أو عادية وفى تقديرى أن هذا القرار يتطلب الشكر للمسئولين في الوزارة وعلى رأسهم اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية .. في أحيان كثيرة كنت تشاهد سيارات الترحيلات وهى تحمل المساجين والمتورطين في جرائم وهم يتكدسون فوق بعضهم في كتل حديدية بها بعض الشبابيك المغلقة ولك أن تتصور هذه السيارات وهى تسير في زحمة مرور القاهرة أو أى محافظة ودرجة الحرارة تتجاوز 40 درجة .. كانت صورة هذه السيارات تتعارض تماما مع كل الجوانب الإنسانية التى تفرضها القوانين في التعامل مع المتهمين وربما تتسبب في وفاة البعض منهم .. لقد شاهدت السيارات المكيفة الجديدة التى قررت وزارة الداخلية استخدامها وهى على أحدث طراز من حيث الكفاءة والنظافة لأنها سيارات جديدة .. كنا نشكو من سوء المعاملة في السجون سنوات طويلة في النظافة والخدمات ومستوى الطعام والكل يشهد الآن بأن هناك تغيرات كبيرة حدثت في السجون المصرية فقد أصبحت أكثر إنسانية وأكثر نظافة، وتقدم أنواعا جيدة من الطعام كما أن مستوى الخدمة في السجون قد تطور بصورة كبيرة في الرعاية الصحية ومستوى النظافة والخدمات .. لن يرى المصريون بعد ذلك سيارات الترحيلات الحديدية التى تشبه السجون المتنقلة وهذا حق للمتهم أو السجين أن تحفظ إنسانيته سواء كان مدانا أو غير مدان، إن تطبيق القوانين في السجون المصرية وحرص وزارة الداخلية على كرامة المواطن حتى لو كان متهما أو مدانا تمثل جزءا من الحقوق الأساسية على المستوى الإنساني وحقوق الإنسان .. وكثيرا ما كنا نشاهد سيارات الترحيلات والمواطنون يتكدسون فيها كأنها علب سردين .. أرجو أن تتسع دائرة هذا المستوى من سيارات الترحيلات الحديثة المكيفة لتشمل الأقاليم والقرى والكفور وألا تكون مقصورة على القاهرة لأن حياة المواطن وصحته مسئولية حتى لو كان متهما أو مدانا .. بقيت بعد ذلك أماكن حجز المواطنين في الأقسام والمراكز وهى تحتاج من وزير الداخلية نظرة لتكون هى أيضا أكثر إنسانية.