بقلم فاروق جويدة
تلقيت هذه الرسالة من الصديق لواء عبد الرؤوف صالح مساعد وزير الداخلية السابق حول ما كتبت عن حالة الفوضى فى لغة الحوار.
أود أن تعرف يا صديقى أنى تابعت وأتابع دائما بابك اليومى «هوامش حرة» الذى استمتع فيه بالواقعية التى أحيانا ما تكون مرة ولكنها مرارة الدواء الذى يشفى المريض خاصة ما نشر بهذا الباب يوم السبت 10 فبراير الجارى عن التناقض بين الظاهر والباطن وبين المعلن والمستتر .. يا سيدى كم نحن بحاجة إلى تصحيح المفاهيم الذى لن يتم إلا إذا قام الإعلام المستنير بدوره الحقيقى بعيدا عن المهاترات وحب الظهور .. وان يستمد قوته من الواقع والحقيقة .. تمنياتى لكم بدوام التوفيق والسداد
< وأقول للصديق العزيز اللواء عبد الرؤوف صالح إن المأساة الحقيقية التى تواجهنا الآن كشعب أننا نسينا ما حرصنا عليه زمنا وهو كيف نختلف ونتصافح ونتسامح إن من يشاهد المعارك التى تدور الآن على شاشات الفضائيات والبذاءات التى يسمعها أطفالنا كل ليلة والمسلسلات التى تهدم كل ثوابتنا الأخلاقية يتساءل هل هؤلاء هم المصريون وهل هذه هى الأرض التى جسدت صحوة العقل العربى وارتقت بالوجدان العربى بالفن الجميل والحوار الراقى والثقافة الجادة هل هؤلاء هم أحفاد كتاب ومفكرى مصر العظام وكيف حلت عليهم هذه اللعنة فى لغة الشارع ولغة الأفلام ولغة المسلسلات وما هذا الدم الذى يسيل كل ليلة على الشاشات .. إن ما يحدث لنا الآن يحتاج إلى صحوة ضمير يعيد للأخلاق مكانتها وحتى لا نخسر أكثر من كل ما خسرناه أمام إعلام مرتبك.. لقد أصبح الإعلام الآن من اخطر المؤسسات التى تترك آثارها فى سلطة القرار وفى وعى الشعوب وقدرتها على مواجهة العصر وللأسف الشديد إن إعلامنا فى السنوات الأخيرة لم يعد قادرا على مواجهة التغيرات الحادة التى تشهدها مسيرة الأحداث فى العالم بين الشعوب والأمم لهذا فإننا نحتاج إلى تحديد مسار جديد لإعلام أكثر وعيا وتفاعلا وإيمانا بقضايا الوطن.