بقلم : فاروق جويدة
كانت نهاية الرئيس بايدن شيئًا قاسيًا ومؤلمًا على يد نيتانياهو، ويبدو أن ترامب سوف يلحق بنفس المصير.. وإذا كان بايدن قد قدّم السلاح لإسرائيل ببذخ، فإن ترامب يمكن أن يدخل الحرب دفاعًا عن إسرائيل.. إن ترامب يندفع فى مواقف وقرارات متسرعة، فهو يريد شراء غزة وتهجير الفلسطينيين منها، وتحويلها إلى مشروع استثمارى يشبه الريفييرا.. وقبل هذا، فهو يعلن الحرب، محوِّلًا العالم العربى إلى جحيم..
إن ترامب يسير على خطى بايدن، وقد تكون إسرائيل سببًا فى مستقبل مظلم ينتظر أمريكا، فى ظل مشاكل اقتصادية وأزمات داخلية ورفض للوجه القبيح الذى تظهر به أمام العالم.. لقد وصل العالم إلى أبعد مدى فى كراهية إسرائيل، وسوف تلحق أمريكا بنفس المصير، وستكون خسائرها أكبر.. إن الرئيس ترامب يرى أن أمن إسرائيل يسبق كل شيء فى أولويات السياسة الأمريكية، وقد ارتكب بايدن نفس الأخطاء، فدخل التاريخ من أسوأ أبوابه.. وسوف يقع ترامب فى حب إسرائيل، مدافعًا عنها ومحاربًا من أجلها.. وخلف ذلك كله، يقف نيتانياهو، الثعبان الأقرع، الذى يحرّك كل شيء، بما فى ذلك رأس القوة العظمى التى كانت تُسمى أمريكا.. إن الرئيس ترامب يريد أن يعيد العالم مئات السنين إلى الوراء، واختار المنطقة العربية لتكون بداية مشروعه.. هناك أشخاص يصنعون التاريخ بالفكر والوعى والتقدم، وهناك آخرون يشوهون التاريخ بالدم والقتل والطغيان، والجميع يختار موقعه ومكانه..
كانت أمريكا فى يوم من الأيام بلد الأحلام ولا أدرى ماذا نسميها الآن وهى تقف وراء جرائم العصر.. من ينقذ أمريكا من نفسها؟.