بقلم : فاروق جويدة
تمتلك مصر نصف آثار العالم هناك تقديرات تقول أن لدينا 6ملايين قطعة أثرية منها ملايين فى المخازن ومنها ما هو معروض فى المتاحف ومنها ما بقى تحت الأرض يعبث فيه تجار الآثار من كل لون وجنس.. ومن أكثر الأشياء التى انتهكت وأهينت فى مصر آثارها ما بين التجارة والتهريب والتنقيب، وهناك عصابات دولية تخصصت فى بع الآثار المصرية .. ورغم إقامة عشرات المتاحف إلا إنها حتى الآن لا تكفى لعرض ما لدينا من الآثار.. إن فى مصر عصورا مختلفة كل عصر منها يحمل تاريخه وآثاره ولهذا كان العدد كبيرا وأيضا كان الإهمال اكبر.. آخر حكايات الآثار أن يقام عرس فى معبد الكرنك فى الأقصر اعرق آثار مصر وأكثرها شهرة فى العالم وتضاربت الآراء والأحداث حول هذا العرس الذى جمع 300 مدعو وهل كان عرسا حقيقيا أم مجرد حفل عشاء وفى الحالتين هى إهانة لأثر تاريخي عريق حتى لو كان حفل عشاء وأن كنت قد شاهدت فيلما على إحدى الفضائيات يؤكد إننا أمام عرس وليس حفل عشاء.. إن اقتحام الآثار التاريخية بهذه الصورة يثير سخط العالم إننا شعب لا يدرك قيمة ما لديه تاريخيا وآثاراً وكم من الأفراح التى أقيمت فى القصور التاريخية ومنها قصر محمد على فى شبرا والقاعة الذهبية فى قصر المنيل ومازالت تقام فيها الأفراح حتى الآن.. إن الناس تقيم الأفراح فى الحدائق والأماكن العامة والفنادق ولكن الآثار لها قدسية خاصة ومكانة تاريخية.. إن القصور والأماكن التاريخية فى بلاد العالم لا تقام فيها الأفراح وتقدم الأطعمة وتنصب المطابخ أمام الأعمدة الرخامية التى ظلت صامدة آلاف السنين.. إن جميع الأطراف تلقى المسئولية على بعضها، وهل ما حدث فى الكرنك كان عرسا أم حفل عشاء؟!.. وفى تقديرى أن ما حدث جريمة ضد التاريخ وإذا فتحنا هذا المجال فسوف نجد الأفراح فى كل آثار مصر التاريخية من أسوان حتى الإسكندرية.. قليل من الحسم والحزم فى مواجهة حالة التسيب والانفلات بيعا وتهريبا التى تعانى منها آثار مصر وقد أصبحت من أهم مصادر الثراء.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع