بقلم : فاروق جويدة
اجتاحت المظاهرات أكثر من 40 مدينة فى إيران ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالحرية والحياة الكريمة ومواجهة الفقر وهى نفس الشعارات التى حملتها ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن وإن اختلفت الأسباب فى بعض الأشياء إلا أن انتفاضات الشعوب عادة ما تكون تعبيرا عن غضب كامن فى النفوس.. إن الشعب الإيرانى عاش واحدة من اكبر الثورات فى العصر الحديث عندما أطاح بشاه إيران ونصب الإمام الخمينى زعيما لثورته وعاد رجال الدين للحكم مرة أخرى..
وإذا كان الشعب الإيرانى قد خرج ضد الشاه مطالبا بالحرية فهو يعود اليوم ليرفع نفس الشعار بنفس المطالب.. هناك خطأ فادح وقعت فيه ثورة الإمام الخمينى حين أطاحت بدور المرأة، وأسكتت المعارضة بكل صورها، ثم كان الخطأ الأكبر حين تدخلت فى شئون دول أخرى وهى لا تملك القدرات الكافية لتمويل الحرب فى العراق وسوريا وحزب الله فى لبنان والحرب الأهلية فى اليمن ورغم أن أمريكا أفرجت عن رصيد كبير من الأموال فى إطار الاتفاق النووى إلا أن حكم المشايخ فى طهران أنفق كل هذه الأموال فى أوهام خارجية تسعى لفرض السيطرة على الدول العربية باسم الدين.. لقد تحولت الأطماع الإيرانية فى دول الجوار إلى أعباء كبيرة، بينما يعيش الشعب فى ظروف حياتية صعبة.. إن البعض يتصور أن ما يحدث فى إيران الآن مؤامرة خارجية والحقيقة أنها ثورة شعب على الاستبداد والتدخلات فى شئون دول أخرى، لأن إيران لم تحقق الآن نصرا فى أى معركة خاضتها، والدليل أنها لم تستطع مواجهة داعش لا فى سوريا ولا العراق، كما أن معركتها بجانب الحوثيين فى اليمن حملتها أعباء ضخمة فى المال والسلاح والهزائم.. إن هناك مبررات كثيرة للثورة الشعبية فى إيران ومن أخطر الشواهد فيها خروج المرأة الإيرانية وقد تحملت الكثير من العنف والاستبداد فى حكم المشايخ.. إن إيران ليست وطنا عاديا فهى امة صاحبة تراث وثقافة وتاريخ امتد مئات السنين وحين يطالب الشعب الإيرانى بحقه فى الحرية والحياة الكريمة فهو على حق لأنها مطالب عادلة..