بقلم : فاروق جويدة
آخر تصريحات الرئيس ترامب حول قمة القاهرة وخطة إعمار غزة، أنه رفض الخطة، وأعلن أن أمريكا لديها ما يكفيها ويغطى احتياجاتها، وأن أمريكا ليست فى حاجة للبترول العربى .. إن ترامب يضع العالم العربى أمام اختيارات صعبة، فكيف يطلب من بعض الدول العربية مليارات الدولارات ويرفض البترول العربي؟ ومن أين يأتى العرب بالأموال إذا كان ترامب يرفض البترول؟ وإذا كان مشروع إعمار غزة يقوم على دعم الدول العربية ، فهذا يعنى وقف المشروع تمامًا..
إن الرئيس ترامب يدخل مواجهة اقتصادية مع العرب، وليست فقط مواجهة عسكرية لإبادة الشعب الفلسطينى لحساب إسرائيل الكبرى.. إذا كان ترامب لا يريد البترول العربي، فما الأوراق التى بقيت عند العرب للضغط على أمريكا؟ إن أمريكا الآن لا تدعم إسرائيل فى حربها مع الشعوب العربية ، ولكنها تقود هذه الحرب وتشارك فيها ، أى أن أمريكا تخوض حربًا ضد الشعوب العربية ، وهذا يعنى تحولًا خطيرًا فى مستقبل الصراع العربى الإسرائيلي..
إن أمريكا هى التى تحارب، وليس إسرائيل .. نحن أمام مواجهة شاملة وعدوان غاشم بقيادة أمريكا، وإن إسرائيل سوف تختفى خلف الشبح الأمريكي، وتملى شروطها ومطالبها، وتحقق الحلم الصهيونى فى دولة إسرائيل الكبرى.. وفى ظل الجواد الأمريكى الجامح، سوف تحقق أهدافها.. إن القضية بهذا التداخل لم تعد تهجير غزة أو الاستيلاء على الضفة، ولكنها إعلان مواجهة بين أمريكا والعرب، وفى خلفية المشهد تقف إسرائيل تفرض شروطها وتقيم مشروع الدولة الكبرى.. لا يوجد أمام العرب الآن غير أن تتوحد كلمتهم ومصالحهم لأن العواصف شديدة، وقد وجدت إسرائيل فى ترامب القرار وسطوة القوة وهى أكبر فرصة أمامها لفرض إرادتها..