بقلم - فاروق جويدة
أوشك الإعلام أن يفجر لغما خطيرا فى علاقات مصر والسودان لولا اتصالات رسمية وضعت الأمور فى سياقها الصحيح الذى يتناسب مع تاريخ وأهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين.. ويبدو اننا حتى الآن لا نتعلم من دروس الماضى وأن الإعلام أحيانا يرتكب خطيئة كبرى حين يفسد العلاقات بين الحكومات والشعوب ويشعل النيران بين وسائل التواصل الاجتماعي.. أوشكت العلاقات المصرية السودانية فى الأسبوع الماضى أن تدخل سردابا مظلما مرة أخرى بسبب الشطط الإعلامى والتصريحات غير المسئولة..
ماذا سيضير مصر إذا تم اكتشاف آلاف الأهرامات فى السودان وإذا كان مسئول سودانى قد أعلن أن أهرامات الجيزة سودانية وأن فرعون مصر من أصول سودانية فهل نسى هؤلاء أن مصر والسودان وطن واحد ولم تفرق بينهما أهرامات ولا تاريخ ولا فراعنة ومنذ آلاف السنين والنيل يوحد الشعبين ومنذ زمن بعيد وسكان صعيد مصر جزء من سكان شمال السودان وكانت الحدود - ومازالت- مفتوحة تماما بين البلدين..
إن تصريحا هنا أو تصريحا هناك لا ينبغى أبدا أن يفتح أبوابا للصراعات والمعارك ويجب أن يحرص كل مسئول على ما يقول بحيث لا تتحول هذه التصريحات إلى ألغام تفسد العلاقات بين البلدين..
منذ شهور زار الرئيس عبد الفتاح السيسى الخرطوم واستقبله الشعب السودانى بكل مظاهر الحب وزار الرئيس البشير القاهرة فى زيارة قال عنها إنها من أفضل الزيارات التى قام بها إلى القاهرة.. اننى اتمنى أن يدرك الإعلام مسئولياته..
وأن يكون حريصا على تأكيد دوره فى دعم العلاقات بين الدول الشقيقة وأن نتعلم من دروس سبقت حين وصلت العلاقات إلى طرق مسدودة بسبب الإعلام إن القضية الأخطر الآن أن الإعلام سرعان ما ينقل معاركه إلى أساليب التواصل الاجتماعى وهى بلا ضوابط إنها قواعد صاروخية متنقلة سرعان ما تتحول إلى كوارث فى الشتائم والبذاءات وهنا يجب أن يكون الإعلام وسيلة تقارب وتواصل فما أسهل أن نشعل النيران..
يجب أن تبقى علاقات مصر والسودان وطن واحد وشعب واحد وتاريخ واحد ولن يفرق بينهما فرعون مصر أو أهرامات الجيزة.