بقلم : فاروق جويدة
لم يأخذ الرئيس أنور السادات حقه التاريخى أمام نصر أكتوبر وربما كان السبب فى ذلك أن كامب ديفيد ظلمت السادات ومعه الحدث الأكبر فى تاريخ العرب الحديث وهو نصر أكتوبر .. إلا اننى اعتقد انه سيجىء الوقت الذى يأخذ فيه السادات مساحة كبيرة من التاريخ الحديث لأنه كان صاحب اكبر انجاز فيه .. إن الحروب والمعارك العسكرية والدماء التى تسيل من اجل تحرير الأرض والإرادة لها مكانة خاصة فى صفحات التاريخ لأنها قليلة ولأنها ترسم صورة المستقبل حتى وان كان الماضى هو أهم ما فيها ولهذا فإن أنور السادات سوف يحتل مكانة خاصة يسبق بها الكثيرين فى تاريخنا المعاصر..
كان العالم كله يقف أمام حقيقة مؤكدة انه لا حرب بعد نكسة 67 وان إسرائيل قد تفوقت فيها على العرب واحتلت أجزاء فى أربع دول عربية مرة واحدة وحين عبر الجيش المصرى قناة السويس ودمر خط بارليف وأصبح يحارب على أرضه ووقف العالم مذهولا أمام «جراءة» القرار وضخامة الخسائر فى الجانب الإسرائيلى وقدرة المقاتل المصرى فى سيناء والجيش السورى فى الجولان وهذه الوقفة التاريخية التى وقفتها الدول العربية ابتداء بالمشاركة فى الحرب بالرجال والسلاح وانتهاء بقرار قطع البترول الذى غير حسابات كثيرة إن الشىء المؤكد أن صورة السادات قبل حرب أكتوبر لم تكن هى نفس الصورة بعد أن عبر الجيش المصرى قناة السويس وحقق انجازا عسكريا فريدا ولولا تدخل أمريكا فى الحرب مع إسرائيل كانت هناك حسابات أخرى ..
إن انتصار أكتوبر سوف يبقى صفحة مضيئة فى تاريخ أنور السادات صاحب القرار وقيادات الجيش التى شاركت فى هذه اللحظة التاريخية الفريدة ولولا نصر أكتوبر ما كان اتفاق كامب ديفيد الذى أعاد لمصر كل جزء من ترابها المقدس فى يوم من الأيام سوف ينصف التاريخ أنور السادات الذى لم يأخذ حقه حتى الآن. لقد استطاع أنور السادات أن يسترد سيناء فى معركتين كانت الأولى هى انتصار أكتوبر وكانت الثانية هى كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل والمهم فى النهاية انه أعاد سيناء إلى مصر.