بقلم-فاروق جويدة
أخيرا قررت د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة عودة حفل تكريم الحاصلين على جوائز الدولة وهو تقليد اختفى من حياتنا من زمن بعيد ربما اقترب من العشرين عاما .. كانت هناك احتفالية عيد العلم وكان يكرم فيها المتفوقون فى المدارس والجامعات من الطلاب ثم كانت احتفالية الحاصلين على جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية ثم جائزة النيل وهذه الجوائز الأخيرة لم يكرم احد من الحاصلين عليها وتكدست فى مخازن المجلس الأعلى للثقافة حتى الميدالية الذهبية لم يحصل عليها كل أصحابها ومنهم من رحل دون أن يكرم أو يتسلم الجائزة وكان من هذه الأسماء يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس ولويس عوض ونخبة كبيرة من مبدعى مصر الكبار وقد طالبنا كثيرا بعودة هذا التقليد سواء بالنسبة للجوائز الكبرى أو جوائز عيد العلم وطوال أكثر من ٢٠ عاما توقف الاحتفال بجوائز الدولة .. إن وزيرة الثقافة قررت أن يقتصر التكريم هذا العام للحاصلين على جوائز ٢٠١٨ وهناك عشرات الأسماء التى لم تحصل على التكريم المناسب فى سنوات مضت وهم الآن بالعشرات فماذا تفعل الوزارة مع الفائزين إن الفائز بجوائز الدولة التقديرية والتفوق والتشجيعية وجائزة النيل ولها الآن سنوات قليلة هناك ميدالية ذهبية ومبلغ من المال ووسام من رئيس الجمهورية وهناك من لم يتسلم هذه الأشياء خاصة الميدالية الذهبية ووسام الرئاسة .. هل يمكن بعد ذلك إقامة حفلات أخرى لتوزيع جوائز هؤلاء أم أن الأمر سوف يبدأ من جديد وعفا الله عما سلف خاصة أن أعدادا كبيرة من الحاصلين على الجوائز رحلوا وربما لم يكن لهم ورثة يتسلمون جوائزهم .. إن اهتمام وزيرة الثقافة بعودة احتفالية جوائز الدولة الشهر القادم رد اعتبار لرموز عظيمة قدمت لمصر حصاد عمرها فنا وفكرا وإبداعا ويا ليت الوزيرة تعيد تكريم الأسماء التى حصلت على الجوائز فى سنوات مضت ولم تكرم فى حياتها أو بعد موتها .. إن هؤلاء يستحقون التكريم بأثر رجعى حتى ولو كانوا فى قبورهم الآن .. ليس من الضروري أن يكون الإنسان حيا لكى يكرم .. تكريم الموتى الأحياء عرفان بالجميل..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع