بقلم فاروق جويدة
لماذا لا نستفيد ونتعلم من أخطاء الماضى..كلنا يعرف كارثة مصانع الاسمنت التى اقيمت على شاطئ النيل فى حلوان وأفسدت علينا حيا من أجمل واعرق أحياء القاهرة وكانت هذه المصانع سببا فى سقوط آلاف المرضى من التلوث والأتربة السامة .. منذ سنوات قررت فرنسا وقف إنشاء مصانع الاسمنت واكتفت بشراء هذه المصانع فى الدول الأجنبية حرصا على حياة مواطنيها واشترت مصانع الاسمنت فى مصر.. بل إن فرنسا بدأت الآن تتخلص من محطاتها النووية فى إنتاج الكهرباء.. واقول ذلك وقد شاهدت الأدخنة السوداء تغطى سماء العين السخنة المنطقة السياحية الواعدة وأقرب شاطئ للقاهرة والتى توجد فيها الآن مليارات الجنيهات فى صورة استثمارات ومنشآت سياحية..ان مدخل العين السخنة ترتفع فيه مئات المداخن بترابها الأسود وتغطى مياه البحر والسماء والبيوت والشاليهات ..كيف تجتمع مثل هذه المشروعات فى مكان واحد وكيف يسافر المواطنون لقضاء الإجازات فى هذه المناطق وأين السائح الأجنبى الذى يقبل ان يعيش وسط هذه المداخن؟ وإذا كنا نتحدث عن السياحة الداخلية وضرورة تشجيعها فهل يذهب الناس ليختنقوا وسط هذا التراب الأسود وهذه المداخن القاتلة؟..أين التخطيط وأين الرقابة وأين وزارة البيئة وأين المحليات التى سمحت بمثل هذه الجرائم؟ هناك عشرات بل مئات الأماكن داخل الصحراء التى يمكن ان تقام فيها هذه المداخن التى تحمل الموت للناس كل دقيقة فى المياه الملوثة والهواء القاتل والسماء السوداء.. لماذا لا يتم التنسيق فى ذلك كله وماذا يفعل أصحاب الشاليهات والبيوت والمدن وقد دفعوا فيها حصاد أعمارهم..الغريب فى الأمر ان المداخن تتصدر المشهد وهى تستقبل الزوار فى مدخل العين السخنة ألا توجد فلاتر لمثل هذه الأوبئة القاتلة؟ ألا توجد أساليب حديثة لحماية أرواح الناس ألا توجد سياسة تضع كل شىء فى مكانه الصحيح وهل من الحكمة أن تتكرر مأساة حلوان فى العين السخنة؟ الأولى أفسدت شاطئ النيل والثانية تفسد البحر الأحمر..قليل من الحكمة تصبح مصر أفضل.