بقلم فاروق جويدة
أهدتني الصديقة الشاعرة د.سعاد الصباح.. ديوانها الجديد الشعر والنثر لك وحدك وكانت فيه أكثر من مفاجأة..أن سعاد الصباح لم تتغير فى ثوابتها دفاعا عن الحرية والمرأة والإنسان والوطن كانت دائما تحمل سيفا من الكلمات تواجه به أزمنة القبح أينما كانت وتدافع عن المرأة التى ظلمتها الحياة أما وحبيبة ووطنا..وهى تتغنى دائما بالإنسان دفاعا عن أجمل وأعظم ما منحته السماء وهى الحرية..لقد حاربت سعاد الصباح القبح العربى بكل ألوانه وتصدت لأزمنة القهر بكل الإصرار والجسارة وبقيت على عهدها مع الكلمات إنها سلاحنا الوحيد الذى اخترناه سيفا فى زمن الضعف العربى..تقول في مقدمة الديوان اننى أحاول فى هذا العمل أن ازرع مزيدا من الورد بما تبقى من العمر..ومزيدا من الأمل فى شرايين الحياة هى محاولة أجدد فيها الإخلاص للكلمة والوفاء للحب والدفاع عن المرأة والالتزام بالحرية والإيمان بحق الإنسان بالجمال والشعر..سعاد الصباح آمنت دائما بأنها راهبة فى سماء الحرية وانها الشئ الوحيد الذى يستحق ان نعيش من اجله وندافع عنه..لم تتخل عن زمنها وعذوبة كلماتها وهى تغنى للحب فلا حياة بلا حب..
لَا تَسْأَلُ مَا هِيَ أَخْبَارِيٌّ / لَا شَىء مهمٌ إِلَّا أَنْتَ / فَإِنَّكِ أَحْلَى أَخْبَارِيٌّ / وَكُنُوزُ الدُّنْيَا مِنْ بعْدِكَ / ذَرَّاتُ غُبَارِ
لَمْ يعِدَّ عِنْدِي مَكَانٌ / بَعْدَمَا اِسْتَعْمَرَتْ كُلُّ الأَمْكِنَةِ لَمْ يعِدَّ عِنْدِي زَمَانٌ /بَعْدَمَا صَادَرتْ كُلُّ الأَزْمِنَة
وإذا كان الحب فى ديوانها جاء مكسورا وحزينا وخافتا ومهموما إلا إنها تعتبرالشعر طريقا للخلاص وغاية ينبغى ان نعيش لها ومن اجلها..
يَا حَبِيبِي/. بَارِدٌ مِنْ دُونِكَ البَيْتُ كَثِيرًا /بَارِدٌ مِنْ دُونِكَ العُمْرُ كَثِيرًا /أَنَا إِنَّ لَمْ أتكوَّمْ تَحْتَ كُرْسِيِّكَ / لَنْ يُدْفِئَنِي أَيُّ مَكَانٌ..
بقيت سعاد الصباح تغنى للحرية والحب والوطن حتى وان كان الوطن جريحا يعيش أصعب واسوأ فترات تاريخه بين الموت والدمار والدماء وتبدو العروبة أمة مهزومة فى كل شىء تاريخا وحاضرا.
عِنْدَمَا تَكَوُّنَ الدُّنْيَا كفِنَّا / يلُفُّ أَحْلَامَنَا / يُصبَحُ المَوْتُ صَدِيقَنَا / الذى نُفَتِّشُ عَنْهِ فِي كُلِّ الزِّوَايَا. / عِنْدَمَا تَكَوُنُ أَحْلَامِنُا..كَالغُبَارِ المُسَافِرِ / مِنْ صَحرَاءَ إِلَى صَحَراءْ /تُصبَحُ الدُّنْيَا / بِلَا مَعْنَى