بقلم فاروق جويدة
شاركت فى لقاء ثقافى وإنسانى بديع دار حول قضية خطيرة هى المتغيرات فى أخلاق المصريين تحت رعاية وحضور فضيلة الإمام الأكبر د.احمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية..كان الحديث صريحا وفضيلة الإمام يشرح الظروف والأحداث التى عاشتها مصر حروبا وسلاما طوال نصف قرن من الزمان وكيف اثر ذلك على أجيال مصر المتعاقبة وأكد الإمام أن مصر بشعبها وإراداتها كانت دائما قادرة على مواجهة التحديات رغم كل ما تعرضت له من مؤامرات وان علينا الآن أن نحافظ على منظومة القيم التى كانت دائما مصدر الحماية لشعبها.. وتحدث قداسة البابا عن أهم العناصر التى يقوم عليها البناء الاخلاقى والسلوكى لاجيال مصر وهى الأسرة والمدرسة والأصدقاء والإعلام مؤكدا أن منظومة الأخلاق فى مصر تتعرض الآن لأزمة حقيقية أمام طغيان رأس المال وفساد الإعلام وتراجع دور الأسرة والمدرسة والجامعة وان علينا أن نواجه هذه المتغيرات فى الشخصية المصرية وقال قداسة البابا ان التعليم قضية جوهرية وهى نقطة البداية فى الإصلاح وان منظومة الأخلاق تحتاج إلى جهد مشترك بين الأسرة ومؤسسات الدولة.. وحاولت من جانبى أن احدد بعض الأسباب التى تقف وراء الخلل الذى أصاب منظومة الأخلاق فى مصر وهى ثلاثية الأمية والفقر والتكدس السكانى والذى نتج عنه ثقافة الزحام فى المدرسة والعشوائيات والسكن وان وجود أكثر من 30% من الشعب المصرى يعانون من الأمية يمثل خطراً كبيراً على كل شىء وان نسبة الفقر فى صعيد مصر تجاوزت 50% وان الزحام فى كل شىء يمثل سببا رئيسيا فى تراجع منظومة القيم والأخلاق بين المصريين وان ظاهر الأزمة فى انحدار مستوى الأخلاق يرجع إلى أسباب جوهرية تحتاج إلى حلول جذرية.. اتفق المشاركون من رموز الأزهر الشريف والكنيسة على عقد لقاءات أخرى لاستكمال الحوار حول هذه القضية مع مشاركة عدد من كبار الكتاب والمفكرين والإعلاميين وأساتذة الجامعات خاصة أن فى القضية جوانب على درجة من الحساسية مثل حالة الترهل والفساد فى الإعلام المصرى وغياب المصداقية والإحساس بالمسئولية والسطحية فى معالجة القضايا الأساسية والتحديات التى يواجهها المجتمع.