بقلم فاروق جويدة
وصلتنى هذه الرسالة من المهندس هانى صيام خبير فى شئون البترول حول استمرار الحظر الجوى على السياح الأجانب إلى مصر من أكثر من دولة رغم تغيير الظروف وتحسين الأحوال.
< لا أرى مبررا جوهريا أو سببا منطقيا لاستمرار الحظر الجوى المفروض على المطارات المصرية من جانب بعض الدول مثل روسيا وبريطانيا وإيطاليا على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء شمالى شرقى مصر منذ نحو العام .. فعلى الرغم من التقارير الإيجابية التى تم إعدادها بمعرفة لجان التفتيش التى تم إيفادها من قبل تلك الدول فضلا عن لجان مفتشى المنظمة الدولية للطيران المدنى (إيكاو) على مدى العام والتى تشهد جميعها بمراعاة المطارات المصرية للقواعد والأصول والأعراف الدولية المتبعة فى مجالات تأمين الركاب والبضائع والمنشآت والطائرات .. وعلى الرغم من التصريحات الوردية التى يطلقها الرؤساء وكبار المسئولين بتلك الدول لدى زياراتهم لمصر من أن استئناف الرحلات الجوية للمحروسة بات وشيكا ولا توجد قيود أو موانع فى هذا الشأن .. وعلى الرغم من العلاقات القوية وأوجه التعاون التى تربط بين مصر وتلك الدول فى شتى المجالات فإن الحظر الجوى لا يزال قائما مما يرجح - فى تقديرى المتواضع - أن السر وراء ذلك يكمن فى (السياسة) !!! فالسياسة إذا امتزجت بشئ أفسدته وطمست معالمه الرئيسية وأفرغته من مضمونه الأساسى .. فهل من سبيل إلى فصل (السياسة) عن (السياحة) حتى يستقيم الأمر؟!
< ان ما تعرضت له مصر فى السنوات الأخيرة جمع كل أنواع الحروب .. بدأت بحروب الإعلام وتشويه الصور واختلاق الأكاذيب وانتهت بالتشكيك فى كل شئ فى مصر, ابتداء بالأمن وانتهاء بالاقتصاد .. ولم يكن غريبا ان تتعرض السياحة إلى هذا الهجوم الضارى امام حوادث يمكن ان تحدث فى اى مكان فقد سقطت طائرات كثيرة قبل طائرة شرم الشيخ وبعدها ولكن الوجه القبيح للسياسة يفسد كل شئ حين تتعارض المصالح وتفسد النوايا ويطل الاحتلال بصور كثيرة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .. لقد وقفت مصر أمام مؤامرات التقسيم والهيمنة وحشود الاستعمار القديم ولهذا تدفع الثمن.