بقلم :فاروق جويدة
فى زيارته القصيرة إلى كينيا لم ينس الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يتحدث فى المؤتمر الصحفى مع الرئيس اوهوروا كينياتا أن يشيد بدور الأزهر الشريف فى مواجهة التطرف وتقديم الفكر الدينى الصحيح للإسلام بوسطيته ولا شك أن هناك من حاول أن يشعل الفتن بين الرئيس والأزهر الشريف فى الأسابيع الأخيرة أمام قضية توثيق الطلاق والموقف من الطلاق الشفهى خاصة بعد بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر وما جاء فيها حول قضية الطلاق.. وأنا لا أتصور أن خلافا يمكن أن يقع بين الرئيس السيسى والأزهر لأن الرئيس من البداية يقدر الأزهر كمؤسسة مصرية عريقة لها دورها
المشهود عبر التاريخ فى مصر وخارجها كما أن الرئيس يدرك أن الأزهر يتمتع طوال تاريخه بحرية كاملة فيما يخص شئون العقيدة، على الجانب الآخر فإن الأزهر يحمل تقديرا عميقا للرئيس بشيخه وعلمائه ولكن هناك من يشعل النيران خاصة فى بعض المنابر الإعلامية التى أدمنت الاعتداء على الأزهر ومحاولة تشويه صورته بكل الوسائل..إن أسوأ ما يحدث بيننا الآن أن هناك فريقا يغذى الفتن ويوسع دائرة الانقسامات وقد وجد هؤلاء فى القضايا الدينية فرصة لذلك وقد بدأ ذلك مع الدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى وهنا كان الهجوم على الأزهر الشريف أنه مصدر العنف والتطرف
والإرهاب ونسى هؤلاء أن جميع تيارات العنف باسم الدين تكره الأزهر وترفضه وأن هؤلاء الخوارج لا يعترفون بالأزهر ولا يقدرون تاريخه ودوره وللأسف الشديد فقد التقى هؤلاء مع بعض الاتجاهات والآراء التى اعتادت دائما الهجوم على الأزهر.. لقد نسى هؤلاء أن الاجتهاد فى الإسلام حق مشروع ولكن من خلال المحافظة على الثوابت التى تقوم عليها العقيدة فليس المطلوب فى تجديد الخطاب الدينى أن نهدم كل شىء بل ينبغى أن نحافظ على تلك الثوابت التى قررها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. إن أخطر ما يهدد الفكر المصرى الآن هو الانقسامات التى وصلت إلى قاع المجتمع وفى ظل الأمية هناك قضايا ليس مكانها الشاشات ولا المنابر ولكن يجب أن تناقش بين العلماء والمثقفين فى قاعات للرأى وتبادل الأفكار وليس إشعال الفتن تحت دعاوى الحريات .