بقلم : فاروق جويدة
بكى الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يصافح د.محمد معتز رشاد الطبيب والعميد بالقوات المسلحة وقبل هذا كله فهو والد الشهيد محمد معتز رشاد الذى استشهد على تراب سيناء..قصة غريبة لعبت فيها الأقدار دورا غريبا أن يذهب الابن إلى سيناء ليقاتل حشود الإرهاب ويطهر أرضنا المباركة..
لم يخبر والده بسفره إشفاقا عليه ويصاب الابن فى إحدى المواجهات مع الإرهابيين ويذهب إلى مستشفى العريش ولكن حالته تستدعى نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى وتكون المفاجأة أن يدخل والده الطبيب إلى غرفة العمليات ويكتشف أن المصاب ابنه وهو لم يكن يعرف انه بين المصابين..
وتمضى الأحداث ويحاول الأب الطبيب إنقاذ حياة ابنه وتسبق إرادة الله ويموت بين يديه..تدفقت الدموع من عين الرئيس السيسى وهو يصافح هذا الأب ولا احد يدرى هل كان الرئيس يبكى على الابن الذى رحل أو يبكى على الأب المصاب..
هذه قصة من قصص الشهادة فى سيناء حيث يواجه شبابنا الأبطال هذه المحنة التى سقط أمامها خيرة شبابنا عطاء وقوة وتضحية..هذا الابن البار الذى أشفق على قلب والده ولم يخبره انه يحارب فى سيناء وفى رسالة رقيقة يعتذر له قبل أن يلقى الشهادة لأنه أخفى عنه خبر سفره إلى سيناء وتصنع الأقدار نهاية مؤلمة أن يموت الابن فى أحضان والده وهو يحاول إنقاذه من رصاصات الغدر..
إن هذه اللوحة الإنسانية تجسد معنى العطاء الحقيقى والانتماء فى أبهى صوره بين ابن ضحى بحياته فى سبيل الوطن وأب تحمل الفاجعة بكل النبل والشهامة..هذه النماذج الرفيعة فى حياتنا هى التى تستحق أن نكرمها ونعتز بها ونجعل منها قدوة لكل الأجيال..
فى كل جيل كانت هناك نماذج مشرفة فى التضحية والفداء وكان لكل جيل نصيب منها وأنا على يقين أن شباب مصر الذى يضحى بأرواحه وهى أغلى ما يملك سوف يأخذ مساحة كبيرة من تاريخ هذا الوطن حين نضع سجلا لشهداء مصر فى قواتنا المسلحة والشرطة ونقيم لهم نصبا تذكاريا فى قلب القاهرة أما جيل الآباء فيكفيهم فخرا أنهم قدموا لمصر أبطالا ارتوت ارض سيناء بدمائهم الطاهرة..المجد للشهداء