بقلم : فاروق جويدة
لا أدرى كيف تدور معركة القمة العربية في عمان وماذا سيفعل السيد أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة في هذه المعركة وسط هذه الظروف الصعبة.. أمام الأمين تحديات كثيرة..
خصومات بين الرؤساء.. وقوات أجنبية على الأرض العربية..
وقواعد أجنبية وحروب أهلية وغنائم تدور حولها جيوش ودول وعالم عربى تمزق في كل شىء وتحول إلى أطلال مبعثرة..
إن هذا أصعب امتحان يدخله احمد أبو الغيط وقد شهد قبل ذلك ظروفا صعبة ولكنها لم تكن بهذا الشتات.. هل يمكن أن يصدر بيان حول حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته بعد أن أسدلت إسرائيل الستار حول قضية الدولتين.. ومن يضمن الآن أن تعود سوريا وطنا واحدا بلا تقسيم أو دول وفصائل..
ومن يتصور أن اليمن سوف يعود موحدا كما كان أو أن العراق سيخرج سالما من الفتنة الطائفية التى كسرت كل شىء في روابط الوطن القديم.. ومن يضمن الآن أن تخرج ليبيا بشعبها الواحد بعيدا عن القبليات والعصبيات والمؤمنين والكفار ..
من يضمن أن يجلس الفلسطينيون مرة أخرى أمام إسرائيل على مائدة واحدة تجمع فتح وحماس وبقية الفصائل المتناحرة هذه كلها ملفات سوف تجرى حولها المفاوضات في قمة عمان فهل يتسع الوقت لذلك..
ماذا سيفعل الملك عبد الله العاهل الأردني في كل هذه القضايا وهو يشاهد المشهد العربى وقد تحول إلى أشلاء متناثرة لشعوب دول وحكام.. إن الملك يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع الشعوب والحكام ولكن الخلافات اكبر والأزمات أوسع والأوطان التى كانت يوما كتلة واحدة تحولت إلى أشلاء مبعثرة وهاجر منها من هاجر وبقى من عاش على الأطلال..
إنها مهمة صعبة للغاية أن يجمع ملك الأردن كل هذا الشتات وأن يجد احمد أبو الغيط طريقا لكى يلملم ما بقى للأمة من مصادر القوة والتوحد.. إن الشعوب العربية تنظر إلى عمان ولديها أحلام مهزومة أن يجمع الحكام العرب في قمتهم ما بقى من مصادر القوة لهذه الشعوب وأن تتوحد كلمتهم في لحظة تاريخية قاسية قبل أن يجرفهم الطوفان.