بقلم فاروق جويدة
عادت نجاة الصغيرة تطل علينا من الزمن الجميل بأغنية شديدة العذوبة والإحساس وهى «كل الكلام» كلمات الراحل العزيز عبد الرحمن الأبنودى والحان الموسيقار طلال مع توزيع مدهش ليحيى الموجى وإخراج هانى لاشين.. أطلت نجاة برقتها وكأنها مازالت تغنى شكل تانى حبك انت وايظن ماذا أقول له لو جاء يسألنى ولا تكذبى وروائع كامل الشناوى ونزار قبانى وتفرق كثير واكتب على الليالى اسمك يا حبيبى.. لم يتغير شىء فى صوت نجاة ولم يعبث الزمن برقتها وأدائها الجميل ورغم أنها اختفت عن الناس سنوات طويلة إلا أنها عادت كأنها كانت تغنى أمام عبد الوهاب بالأمس.. كان آخر عهدى مع نجاة الصغيرة حين اتفقنا أن تغنى قصيدتى «فى عينيك عنوانى» والتقينا فى منزل الأستاذ عبد الوهاب وغيرت بعض الكلمات بناء على رغبتها وطلب الأستاذ وافترقنا بعد ذلك ولم نلتق ورحل عبد الوهاب ومن بين أوراقه وتسجيلاته اكتشفت قرينته السيدة الفاضلة نهلة القدسى أن عبد الوهاب بدأ فى تلحين القصيدة وسلمتها للأستاذ مجدى العمروسى الذى طلب من الموسيقار محمد الموجى ان يكمل اللحن الذى بدأه عبد الوهاب لتغنيها سمية قيصر ويكون من حظ القصيدة أن يلحنها عبد الوهاب والموجى معا فى سابقة هى الأولى من نوعها.. والآن عادت نجاة تملأ حديقة الغناء جمالاً وإحساسا وطرباً.. كانت حياة نجاة معزوفة جميلة وراقية من الإحساس والصدق والتميز.. ان صوت نجاة حالة خاصة جدا فهى لا تقلد أحدا ولا يجرؤ احد على تقليدها كما أنها تملك إحساسا مرهفا بجمال الكلمة وقد اختارت دائما أن تكون فى منطقة لا يشاركها فيها احد لأنها تفضل دائما أن تغنى لنفسها ثم يسمعها الملايين.. إن عودة نجاة للغناء حدث فنى كبير بكل المقاييس إنها عودة للصدق والجمال والإحساس والزمن الجميل.. أخذت نجاة مكانتها وسط كوكبة من الرموز العظيمة فى تاريخ الأغنية المصرية مع أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ووردة وفايزة احمد وليلى مراد وأسمهان وكل هذه الأصوات الجميلة وبقيت نجاة هى وحدها نجاة الصغيرة.