بقلم : فاروق جويدة
كل الشعوب العربية تتطلع إلى عمان والقمة العربية القادمة..
لاشك إن هناك عبئا كبيرا على العاهل الأردنى جلالة الملك عبد الله فقد تكون هذه واحدة من أخطر وأهم القمم العربية منذ إنشاء بيت العرب فى الأربعينيات..
هناك جوانب ايجابية فى هذه القمة قبل أن تبدأ، أهمها أن المكان هو المملكة الأردنية الهاشمية، وهى من انسب الأماكن فى الظروف الحالية للواقع العربى المتدهور والمرتبك لأن الأردن تقف بعيدا عن الكثير من الصراعات العربية ولم تتورط فيها كما تورط الكثيرون..
هناك جانب آخر أن ملك الأردن يتمتع بعلاقات طيبة مع كل الحكام العرب، وربما ساعد ذلك على جمع الشمل فى هذه اللحظة التاريخية الصعبة..
ولكن هناك ألغاما كثيرة أمام القمة القادمة..هناك مناطق اشتعال ضارية وخصومات بين الحكام وشعوب هربت من أوطانها ولا احد يعرف أين استقرت بها الأحوال..
وهناك أيضا أطراف خارجية وجيوش أجنبية أخذت مواقعها فى الأرض العربية ولا احد يعلم متى تعود إلى بلدانها..
وقبل هذا كله هناك مواقف إسرائيلية غيرت كل الحسابات فيما يتعلق بكل جوانب القضية الفلسطينية بل إن درجة الصراع بين الفلسطينيين أنفسهم قد تجاوزت كل الحدود وأصبحوا جبهات متصارعة..
أمام القمة أكثر من كارثة فى مقدمتها ما حدث فى سوريا ووجود قوات أجنبية إيرانية وروسية على الأراضى السورية ولا احد يعلم هل يشارك الرئيس الأسد فى هذه القمة أم أن الخلافات اكبر..
وهناك اليمن وما يجرى فيه من المآسى والفتن وهناك ليبيا والدم الليبى يسيل فى أكثر من مكان، بينما تتربص أطراف أجنبية بكل ما يحدث هناك وهناك أيضا مأساة العراق وقد طالت ما بين الاحتلال الأمريكى والوجود الايرانى والحرب بين أبناء الوطن الواحد..
وقبل هذا كله هناك معركة دامية مع الإرهاب فى كل هذه الدول مع احتمالات تدخلات دولية أوسع فى الحرب ضد داعش وتوابعها..
إن السؤال الذى يفرض نفسه هل تستطيع القمة العربية أن تناقش كل هذه القضايا والأخطار فى جلسة أو جلستين للحكام العرب، وهل يمكن تصفية الخلافات بين الحكام فقط فى هذا الوقت القصير..إنها مهمة صعبة لأننا أمام مواقف وأزمات وكوارث تهدد المستقبل العربى كله.