بقلم : فاروق جويدة
تابعت مع الملايين خطاب تنصيب الرئيس الأميركى الجديد دونالد ترامب فى الخطاب تأكيد على عودة أمريكا للأمريكيين مع انتقاد حاد للرؤساء السابقين الذين ضيعوا ثروات أمريكا على مغامرات خارجية فى حروب خاسرة وكيف أنفقت أمريكا بلايين الدولارات فى الخارج وتركت الشعب يعانى الفقر والبطالة..
وهذا يعنى ان ترامب يفضل سياسة الانعزال وان تعيد أمريكا بناء مقوماتها الاقتصادية والعسكرية لتحافظ على دورها وقيمتها بين دول العالم..وأكد ترامب انه لن يسعى إلى فرض النموذج الأمريكى على دول العالم ولنترك العالم ليعيش كما يريد وكما يحب وهذا يعنى ان أميركا لن تكون داعية حريات وديمقراطية فقد فشلت فى تحقيق ذلك..
ان ترامب يؤكد للأمريكيين ان أمريكا أولا وان على الإدارة الأمريكية ان تسعى لبناء أمريكا وتوفير فرص العمل ومواجهة الفقر وتشجيع الإنتاج..
لقد بدا وكأن الرئيس الجديد المنتخب يتحدث عن واحدة من دول العالم الثالث وان يبدأ من جديد فى بناء دولة جديدة ولا شك ان هذا الأسلوب لم تشهده من قبل حفلات تنصيب الرؤساء السابقين الذين كانوا عادة يشيدون بالدولة الأمريكية العظمى إلا ان ترامب أراد ان يواجه الشعب بالحقيقة وهى ان أمريكا فى حاجة لأن تعود لشعبها ولم يتجاهل ترامب الحديث عن تخلف الصناعة وهروب الصناعات الكبرى إلى الخارج مع تخلف نظم التعليم والإدارة..
كان ترامب واقعيا وهو يستعرض قضايا وأزمات المواطن الأمريكى مهاجما كل من حكموا قبله..
كانت هناك أكثر من ملاحظة فى هذا الخطاب الأولى ان ترامب ألقى خطابه رغم أهميته ومناسبته مرتجلا فلم يقرأ ورقه وهذا يدل على خلاف ما رآه البعض انه رجل أعمال بل مقاول عقارات إلا انه لم يتلعثم ولم يتردد فى ان يتحدث إلى شعبه بهذه الصراحة وهذا الصدق مثل هذه المناسبات تعد لها الخطب من لجان وفريق عمل ولكنه غامر وألقى الخطاب بكل التلقائية والعفوية..
الملاحظة الثانية انه لم يذكر كلمة الإسلام الا حين تحدث عن الإرهاب أما الملاحظة الأخيرة فهى تلك الطقوس والصلوات اليهودية والمسيحية فى الحفل وكأن أمريكا ليس فيها جالية كبيرة مسلمة..ولم يكن فى الحفل رمز عربى أو اسلامى واحد.