بقلم : فاروق جويدة
في كل يوم تشهد عاصمة عربية مؤتمرا يناقش قضايا الإسلام أمام عدوان ضار تشهده أوروبا والغرب على الدين الإسلامى..في هذه المؤتمرات يتحدث العلماء والمفكرون وأصحاب الرأى عن المأزق التاريخى الذى يواجهه المسلمون في العالم أمام تيارات فكرية ترفع راية الإسلام وهى ابعد ما تكون عن روحه وفكره وسماحته..
إن الذى يحدث في هذه المؤتمرات أننا نتحدث مع بعضنا رغم أننا نعرف كل شىء عن حجم المأساة إن هذه المؤتمرات تناقش التراث والتاريخ، وهى قليلا ما تتحدث عن الحاضر والمستقبل وكأننا نعيد صفحات التاريخ رغم أن كل الحقائق حولنا تقول إن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة، وهنا يكون السؤال إلى متى نتحدث مع بعضنا رغم إن هناك أطرافا أخرى يجب أن يتجه إليها الحديث..
إن إعلامنا يتحدث مع الداخل وقليلا ما يتجه إلى الطريق الصحيح وهو الآخر..والأبحاث والدراسات تتناول ما كان يحدث في الماضى رغم أن العالم يريد منا أن نتحدث عن كوارث الحاضر وما يعانيه العالم أمام ظواهر إرهابية تهدد الشعوب والأوطان..
إن مؤتمرات الداخل لا تكفى ولا تغنى ولن ينفع أبدا أن نتحاور مع أنفسنا لأن العالم ينظر إلينا من بعيد وهو يتساءل وماذا بعد؟! في رحلات قصيرة ذهب فيها الإمام الأكبر د.احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر إلى أوروبا كان صداها وآثارها واضحا أمام الرأى العام في أوروبا وضح خلالها حقيقة الإسلام في الكثير من القضايا..
وكان ينبغى أن تكون هناك وفود من علماء المسلمين ومفكريهم لمواجهة الحملات الشرسة ضد الإسلام في أوروبا وغيرها إن الإرهاب الآن هو اخطر قضايا العالم لأنه يهدد كل شىء وهو منسوب للمسلمين رغم أن الإسلام برئ من هذا العار ولكن الصمت أمام هذه الظاهرة يضع المسلمين في الموقف الضعيف المتخاذل، والمطلوب أن تنطلق هذه المؤتمرات في دول العالم من خلال برامج فكرية وسياسية توضح للعالم حقيقة الإسلام مادمنا نتحاور مع أنفسنا ونلقى التهم على بعضنا البعض فلن يكون لهذه المؤتمرات صدى لأن الأزمة الآن ليست بيننا فقط، شعوبا وأوطانا، ولكنها بيننا وبين العالم وعلينا أن نضع حقائق الإسلام الدين والعقيدة في صورتها الحقيقية.