بقلم فاروق جويدة
حاول اليوم وأنت تستقبل ضوء الصباح أن تكون إنسانا آخر..حاول أن تكون أكثر تسامحا وأن تكون أكثر حبا للناس والحياة..اجعل من عيد الحب ميلاداً جديداً لمشاعر لا أقول إنها انطفأت ولكن ربما خفتت إذا كانت أمك أطال الله عمرها مازالت تعيش خريف العمر اذهب إليها فجأة رغم أن اليوم ليس عيد الأم ولكن هل هناك حب اكبر من هذا الكائن الشفاف الذى منحك الحياة واحتضنك دما وجسدا ومشاعر ربما غضبت منك لسبب تافه اجعل من صباح هذا اليوم تجديد عهد لن يضيع..ابحث عن أبيك إذا كانت الأيام قد باعدت بينكما واطلب منه الصفح الجميل إذا كانت زوابع الأيام قد عصفت بما كان بينكما من الود والرحمة..واسأل عن أشقاء سافروا أو غابوا أو شغلتهم الحياة كما شغلتك..وبين أوراقك ربما يطل عليك وجه جميل عشت معه ساعة فرح انتزعتها الأيام فى غفلة منك ربما صار طيفا بعيدا لا تراه وان كان يسكن فيك رغم سنوات العمر ورحلة الأيام..اسأل عنه ولن تندم سوف تجد قلبا مفتوحا تستعيد معه لحظة حب بكل العمر..ولا تعاتب ولا تجرح ولا تتحدث عن ماض أليم يكفى أن يتلاقى دفء الأصوات والشوق والحنين..قد تجد أيضا طيف صديق فرقت بينكما الأيام لسبب أو آخر ,فلا تترد فى أن تبدأ يومك معه بصباح جميل لو كنت تعرف قيمة كنز اسمه الصداقة لما فرطت يوما فى صديق أحبك..هذه ليست كلمات من باب الحكم والمواعظ إنها مشاعر إنسانية يجب أن نحافظ عليها لأنها سر من أسرار وجودنا فى هذه الحياة, ان الأشجار تحب حين تعانق بعضها أمام العواصف فيسرى الدفء فى فروعها, والأمواج تتعانق لتحمل بعضها فى أمان إلى الشاطئ البعيد..والرمال تساند بعضها والرياح تلقيها بعيدا..وكذلك البشر إن الأم والأب حماية..والأصدقاء كنوز وحين تلقى نفسك على شاطئ امرأة أحبتك بعد رحلة سفر طويلة فأنت تصنع عمرا غير العمر وترى نفسك مخلوقا محلقا فى سماء لا حدود لها..اليوم عيد للحب وأنت تستطيع أن تصنع من اليوم عمرا لأن عالم الأشياء يخسر كثيرا إذا افتقد المشاعر..كل حب وأنت طيب.