بقلم : فاروق جويدة
محمود عبد العزيز فنان من طراز رفيع جمع فى تاريخه الفنى قائمة من الأعمال الفريدة فى أداء عبقرى وفن جميل وإبداع راق..يرقد الآن محمود فى احد مستشفيات القاهرة تحيطه دعوات الملايين من مصر والعالم العربى من عشاق القيمة والإبداع..كانت اختيارات محمود عبد العزيز لأعماله الفنية تعكس فكرا جادا وعميقا ابتداء بما قدمه فى تحفة وحيد حامد البرئ وحتى دوره المذهل فى الكيت كات..كانت القسوة فى البرئ شيئا يختلف فى الأداء والإنسانية عن الشيخ حسنى الضرير الساخر فى رواية إبراهيم أصلان البديعة مالك الحزين ولن ينسى احد دوره الخالد فى رأفت الهجان وأفلامه الاجتماعية الراقية مع نجوم السينما المصرية..
كانت اختياراته دائما تجمع بين القيمة فى الفن والروعة فى الأداء وفى تقديرى ان محمود عبد العزيز الشاب الوسيم الذى جسد دور الفتى الأول ببراعة فى أعماله الأولى وجمع بين الوسامة وروعة الأداء كان كوميديانا بديعا فى الشقة من حق الزوجة وكان متألقا فى العار مع نور الشريف وحسين فهمى وفى أعماله الأخيرة فى التليفزيون قدم شخصيات متنوعة جمعت بين الجدية والفكاهة وخفة الظل..
ان محمود عبد العزيز قيمة فنية كبيرة وهو فارس من فرسان الزمن الجميل حين كانت السينما المصرية ضيفا عزيزا على كل بيت عربى بما تقدمه من زاد ثقافى وفنى رفيع..ان مشوار محمود عبد العزيز يجسد تاريخا لفنان جاد احترم فنه ومنحه حياته بكل سخاء وله ان يسعد وان يفخر بهذا الزاد الثري..ان دعوات الملايين تحيط الآن بالفنان الجميل وتدعو له بأن يعود سالما إلى بيته ليكمل مشواره فى تقديم أعمال فنية جميلة ورائعة تثرى الفن المصرى وهو احوج ما يكون لفرسانه الحقيقيين..
قدم محمود عبد العزيز للسينما المصرية 84 فيلما فيها علامات كثيرة للفن الأصيل..العار والكيف والبرئ ورأفت الهجان وزيارة السيد الرئيس والحفيد ويا عزيزى كلنا لصوص والسادة المرتشون وضاع العمر يا ولدى وإعدام ميت والعذراء والشعر الأبيض.. تاريخ حافل من الفن الجميل..محمود سلامتك الملايين من محبيك وانا واحد منهم يدعون لك بالشفاء سلامتك يا شيخ حسنى يا فنان يا جميل.