بقلم - فاروق جويدة
هناك أخبار وأرقام كثيرة متفائلة جدا تنشرها الصحافة العالمية عن مستقبل الغاز والبترول في مصر، وكأننا نسبح فوق بحيرة من البترول..
والأرقام التي تنشر تطرح تساؤلات كثيرة لأن بعضها يؤكد أن مصر يمكن أن تحتل مكانة متقدمة جدا في إنتاج البترول..في زمان مضي كنا نسمع أن في مصر احتياطيا كبيرا من البترول، وان الغرب لم يكن مطمئنا إلي مواقف مصر السياسية ولهذا لم تعلن الشركات عن حقيقة اكتشافاتها..
في الفترة الأخيرة أعلن المهندس طارق الملا عن أخبار كثيرة سارة ومبشرة عن مستقبل البترول في مصر بعد اكتشاف عدد من الآبار الضخمة منها شروق وظهر والحقل الأكبر في منخفض القطارة..كانت شركة إيني الايطالية هي صاحبة النصيب الأكبر من الاكتشافات وهناك ما يؤكد أن البترول في مناطق كثيرة أخري في الصحراء الغربية وشرق المتوسط وأيضا غرب المتوسط والبحر الأحمر، وان المطلوب الآن هو فتح أبواب الأمل للمصريين خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن المصري مع ارتفاع الأسعار وتحديات المعيشة والأزمات التي تطارد الناس في أرزاقهم..
أولا هناك غموض شديد فيما ينشر حول هذه الاكتشافات رغم إنها متفاءلة، وهناك أيضا شىء من التردد حول العائد الاقتصادي من الإنتاج المقبل..وقبل هذا كنا في زمان مضي نتابع أخبار واكتشافات البترول من خلال أبواب ثابتة في الصحافة والإعلام وكان كاتبنا الكبير صلاح منتصر من أهم الكتاب الذين تخصصوا في البترول سنوات طويلة رغم أن الإنتاج كان محدودا ولكننا الآن أمام أرقام ضخمة ووعود كثيرة طيبة فلماذا لا يهتم الإعلام المصري بنشر ما يجري في قطاع البترول ولماذا لا نشاهد كاميرات التليفزيون في حقول ظهر وشروق ومنخفض القطارة لعل ذلك كله يحمل مستقبلا جديدا للمصريين خاصة أن هناك مصادر غربية وليست عربية أو مصرية تؤكد أن مصر ستكون في السنوات القليلة المقبلة من أكبر مصادر البترول في العالم؟!..
أرجو أن يخرج علينا المهندس طارق الملا وزير البترول لكي يكشف لنا الحقائق أولا بأول..لقد شبع العالم بترولا ولعله يصدق معنا هذه المرة فقد طال انتظارنا له.. ولا تبخلوا علي الناس بالأحلام.