من ريغان الى بوش الإبن والآن ترامب
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

من ريغان الى بوش الإبن والآن ترامب

 فلسطين اليوم -

من ريغان الى بوش الإبن والآن ترامب

بقلم : جهاد الخازن

كنت أعتقد أن رونالد ريغان أسوأ رئيس أميركي شهدته في سنوات وعيي السياسي، فقد كان ممثلاً من الدرجة الثانية وسياسياً «تيرسو».ثم جاء جورج بوش الابن ونسيت ريغان وأنا أتابع أداء بوش الابن. كان فاشلاً بامتياز ترك له بيل كلينتون اقتصاداً مزدهراً، فدمر بوش الابن أسس الاقتصاد، وترك الولايات المتحدة سنة 2009 وهي ترزح تحت وطأة أزمة اقتصادية تاريخية ذكّرت الناس بانهيار الاقتصاد الأميركي بين أواخر عشرينات القرن الماضي وأوائل الثلاثينات.

عربياً، لم يكن الاقتصاد الأميركي أهم فشل لبوش الابن فبصفتي الأولى، ككاتب عربي، أجد أن حروب بوش الابن في الشرق الأوسط أرست أسس الخراب التالي. هو هاجم أفغانستان لأسباب لا يفهمها إلا أغبياء من نوعه، ودفعت الولايات المتحدة الثمن ولا تزال. ثم هاجم العراق ودفعت الولايات المتحدة ثمناً أكبر، وقتِل لها في البلدين ألوف من شبابها الجنود مع حوالى مليون عربي ومسلم.

أكتفي من بوش الابن بخطاب وزير خارجيته كولن باول في الأمم المتحدة، فهو اتهم صدام حسين بعلاقة مع «القاعدة» وبالمسؤولية عن إرهاب 11/9/2001 في نيويورك وواشنطن العاصمة. ثم عاش باول ليدرك أن خطابه كان كذباً في كذب لفقه المحافظون الجدد الذين أرادوا علاقة مع اسرائيل وإيران ضد الدول العربية كلها.

الكاتب الأميركي البارز بول كروغمان كتب في «نيويورك تايمز» في آذار (مارس) 2003 أن جريدة هاآرتز الإسرائيلية نقلت عن وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون بولتون قوله لمسؤولين اسرائيليين إن الولايات المتحدة بعد إلحاق هزيمة بالعراق كانت ستنقض على ايران وسورية وكوريا الشمالية.

الآن وصلنا الى دونالد ترامب، وهو في ستة أشهر في البيت الأبيض يكاد يسبق ريغان وبوش الابن في سوء الإدارة، مع كذب يومي لم يسبقه الى مثله أي رئيس اميركي.ترامب أيضاً يريد أن يقضي على كوريا الشمالية، وهو يحاسبها على ما ليس موجوداً لديها من سلاح نووي، ويؤيد اسرائيل التي تملك ترسانة نووية مؤكدة سرقت عناصرها من الولايات المتحدة.

أهم من ذلك أنه يريد مواجهة إيران إلا أنه لا يعرف كيف يبدأ وهناك اتفاق نووي بينها وبين ست دول، بينها الولايات المتحدة. هو يشن هجمات في سورية، وقد عاد جنود أميركيون الى أفغانستان والعراق اللذين سحب باراك أوباما الجنود منهما.

أقرأ أن ترامب يريد تحالفاً مع روسيا في سورية، إلا أن هذا أضغاث أحلام، أو فكر رجل مريض، فروسيا وإيران تؤيدان النظام والرئيس بشار الأسد، ولن تغيرا هذا الموقف. طبعاً ترامب أيد الدول المسلمة والعربية من خصوم ايران، ثم وجه التهمة الى قطر بتأييد «منظمات إرهابية». وزيرا الخارجية والدفاع، ريكس تيلرسون وجيمس ماتيس، شرحا له المصالح الأميركية في المنطقة، وعاد ترامب ليقترح حلاً من طريق المفاوضات. أقرأ أن تيلرسون يقود جهود الوساطة بين قطر والدول العربية التي تعارض سياستها الخارجية إلا أنني أرى أن الوزير سيفشل، لأن القيادة في قطر ركبت رأسها وتتهم الدول المعترضة على سياستها بالتحامل عليها، مع أن علاقتها مع جماعة «الإخوان المسلمين» واستضافة قيادتها في قطر، وتخصيص تلفزيون «الجزيرة» لبث سموم «الإخوان» لا يمكن أن يغطيها أي كلام كاذب من أي نوع من الميديا.

أترك ريغان وبوش الابن للمؤرخين، وأعلق على الوباء الذي أصاب الولايات المتحدة ولفّ العالم بانتخاب دونالد ترامب رئيساً. اميركا بلد رائد في حقوق الإنسان، وفوز ترامب يناقض الدستور الأميركي بنصّه وروحه، ومواقف الآباء المؤسسين، وما أنفقت الولايات المتحدة عبر مشروع مارشال في أوروبا لتقف على رجليها بعد كارثة الحرب العالمية الثانية وعبر مشروع النقطة الرابعة في العالم الثالث.

ترامب هاجم «سي إن إن» بسبب خبر خاطىء سُحِب فوراً. هو في ستة أشهر ارتكب خطأ بعد خطأ، وربما بلغ الرقم الآن ألف خطأ ثم يحاسب محطة تلفزيون على خطأ واحد بل يتهم الميديا بالكذب، مع أنهم لو أرادوا نحت تمثال للكذب اليوم لجاء على شكل ترامب وبحجمه.

لا ثقة لي إطلاقاً بدونالد ترامب رئيساً، فهو رجل أعمال ويهمه إقامة علاقات لمشاريعه الاقتصادية بعد ترك البيت الأبيض. أبناؤه وصهره اليهودي جاريد كوشنر وابنته إيفانكا وزوجته الثالثة شركاؤه، أو يقومون بالعمل نيابة عنه. أرجو بالتالي ألا تثق أي دولة عربية بكلام ترامب أو وعوده، فهو قد يعود عنها في اليوم التالي، كما رأينا غير مرة منذ مطلع السنة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ريغان الى بوش الإبن والآن ترامب من ريغان الى بوش الإبن والآن ترامب



GMT 13:50 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر عربي قديم للقارئ

GMT 17:11 2020 الإثنين ,10 آب / أغسطس

ترامب سيخسر انتخابات الرئاسة الاميركية

GMT 21:34 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

الصين وايران قرب اتفاق كبير

GMT 14:38 2020 الثلاثاء ,04 آب / أغسطس

الرئيس ترامب في وادٍ وبلاده في وادٍ آخر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday