عيون وآذان اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

عيون وآذان "اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر"

 فلسطين اليوم -

عيون وآذان اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر

بقلم : جهاد الخازن

رجب طيب أردوغان ماضٍ في انقلابه المضاد على الديموقراطية في تركيا. منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي هو في حرب مع أكراد بلاده وقد طرد 125 ألف تركي من وظائفهم واعتقل حوالى 40 ألفاً، ومنظمة العفو الدولية تقول أن المعتقلين تعرضوا للضرب والتعذيب، بما في ذلك الاغتصاب.

البرلمان الأوروبي رد على تدهور الوضع في تركيا قبل أيام وعلّق المفاوضات لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. الرئيس أردوغان ردّ مهدداً بإرسال ثلاثة آلاف مهاجر إلى اليونان كل يوم. موقف أردوغان ليس سياسة بل ابتزاز، ما يعني أن الدول الأوروبية التي لا تريد تركيا عضواً في اتحادها ستستعمل الفيتو ضد انضمامها. كانت المستشارة أنغيلا مركل عقدت اتفاقاً مع أردوغان لعودة أفواج اللاجئين مقابل مساعدات لتركيا ببلايين الدولارات، والآن هبط الوضع إلى درك التلاسن، وخسرت تركيا فرصة إلغاء سمات الدخول لمواطنيها إلى الاتحاد الأوروبي.

تركيا خسرت أكثر من جولة مفاوضات، فبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم سنة 2002، كان معدل نمو الاقتصاد يسجل نسبة تزيد على ستة في المئة حتى سنة 2007، وجاءت سنة 2008 والأزمة الاقتصادية العالمية وهبط النمو إلى نحو ثلاثة في المئة. وتزامن هذا مع حملة للرئيس التركي على شركات يعتبرها غير موالية له. وبما أنه يحكم بالمراسيم فقد صادر ما تزيد قيمته على عشرة بلايين دولار من أعمال هذه الشركات. واتهمت جريدة «صباح» الموالية للحكومة شركة لم تسمّها بمعاداة الحكومة، فكان أن سقطت أسهم شركة يلديز، وهي أكبر شركة أغذية في الشرق الأوسط، إلى الحضيض. بل إن الليرة التركية سقطت إزاء الدولار في الأشهر الخمسة الماضية من نحو ثلاثة دولارات إلى 3.4.

يبدو أن مثل هذه القضايا الاقتصادية التي تؤثر في المواطنين الأتراك جميعاً لا يشغل أردوغان كثيراً، فأهم منها استمرار مطالبته بتسليم تركيا الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والمتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب من دون أي دليل على التهمة.

قرأت أن غولن قد يطلب اللجوء السياسي في كندا، ما يعني تأزيم العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، وبين كندا وتركيا. ولعل أردوغان يعتقد أنه سيجد حليفاً عندما يدخل دونالد ترامب البيت الأبيض فقد رحب أنصار الرئيس التركي بفوزه لأن هيلاري كلينتون قالت أنها ستسلح الأكراد السوريين. أعتقد أن أمل أردوغان بترامب سيخيب، فالرئيس الأميركي المقبل رجل أعمال ولا يفهم كثيراً في أي موضوع آخر، بما في ذلك السياسة الخارجية. ترامب إذا نظر إلى تركيا فسيجد أن الاستثمارات في اقتصادها تراجعت، وأن سبب الفورة الأخيرة لاقتصادها كان الاستهلاك وليس الإنتاج، فهو ارتفع من 30 في المئة سنة 2007 إلى 80 في المئة الآن. ثم إن المؤسسات الاقتصادية التركية تراجعت، فبعد حملة شفافية ومحاسبة ومقاومة الفساد أصبح الولاء لأردوغان هو العنصر الوحيد المطلوب من أركان الاقتصاد التركي.

وسط كل هذه المشاكل الحقيقية ماذا يفعل أردوغان؟ هو لا يزال يشن حرباً على أكراد تركيا، وقد اعتقل 11 نائباً من حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد الأكراد، من دون دليل واحد على «جريمة» أي منهم، والاعتقالات مستمرة في مناطق الأكراد في شرق تركيا ويرد عليها أنصار حزب العمال الكردستاني الممنوع بعمليات إرهابية.

أهم من كل ما سبق أن أردوغان قال في خطاب له في إسطنبول قبل أيام، أن جيشه دخل سورية مع الجيش السوري الحر لإطاحة بشار الأسد. هو زعم أن مليون سوري قتلوا في الحرب الأهلية، مع أن مصادر المعارضة السورية ذاتها لم تذكر رقماً للضحايا يتجاوز نصف مليون. ماذا سيفعل أردوغان غداً؟ أرجح أن يرتكب خطأ آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر عيون وآذان اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر



GMT 13:50 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر عربي قديم للقارئ

GMT 17:11 2020 الإثنين ,10 آب / أغسطس

ترامب سيخسر انتخابات الرئاسة الاميركية

GMT 21:34 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

الصين وايران قرب اتفاق كبير

GMT 14:38 2020 الثلاثاء ,04 آب / أغسطس

الرئيس ترامب في وادٍ وبلاده في وادٍ آخر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday