بقلم : جهاد الخازن
بعض شعر الغزل والناس في إجازة.
لا أفضل من قيس فأبدأ به:
وأجهشت للتوباد حين رأيته / وكبّر للرحمن حين رآني
فقلت له أين الذين عهدتهم / حواليك في أمن وخفض زمان
قال مضوا واستودعوني بلادهم / ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
المتنبي لم يشتهر بالغزل ولكن بعض شعره جميل ومنه:
يرد يداً عن ثوبها وهو قادر / ويعصى الهوى في طيفها وهو راقد
وأيضاً:
إن كنت ظاعنة فإن مدامعي / تكفي مزادكم وتروي العيسا
قال النظام:
ونشكو بالعيون اذا التقينا / فتفهمه وتعلم إن أردت
أقول بمقلتي إن مت شوقاً / فيوحي طرفه أن قد علمت
أبو نواس لم يقصر وله:
تركت مني قليلا / من القليل أقلا
يكاد لا يتجزأ / أقل في اللفظ من لا
وله أيضاً بين الغزل والهذر:
ومظهرة لخلق الله نسكا / وتلقاني بدلِّ وابتسام
أتيت فؤادها أشكو اليه / فلم أخلص اليه من الزحام
فيا مَن ليس يكفيها خليل / ولا ألفا خليل كل عام
أظنك من بقية قوم موسى / فهم لا يصبرون على طعام
وقال:
أيا من كنت بالبصرة / أصفى لهم الودّا
ومن كانوا مواليّ / ومن كنت لهم عبدا
شربنا ماء بغداد / فأنساناكم جدا
فلا ترعوا لنا عهدا / فما نرعى لكم عهدا
عروة بن الورد قال:
تقول سليمى لو بقيت لسرنا / ولم تدر اني للمقام أطوف
وقال غيره:
حجبوها عن الرياح لأني / قلت يا ريح بلغيها السلام
جراد العون النميري قال:
ذكرت الصبا فانهلت العين تذرف / وراجعك الشوق الذي كنت تعرف
وقرأت أيضاً:
نظرت مليحة كالغصن بانت / بثوب أسود والطرف أسود
فقلت لها أراهبة أجابت / نعم، قلت ادخلي فالقلب معبد
ومثله:
رأت قمر السماء فاذكرتني / ليالي وصلها بالرقمتين
كلانا ناظراً قمراً ولكن / رأيت بعينها ورأت بعيني
وأجمل مما سبق:
ودعتني يوم الفراق وقالت / وهي تبكي من لوعة وفراق
ماذا الذي انت صانع بعد بعدي / قلت قولي هذا لمن هو باقي
الليث قال:
فأرسلت الى سلمى / بأن النفس مشغوفة
فما جادت لنا سلمى / بزنجير ولا فوفة
(زنجير حركة بالإصبع، وفوفة البياض في أظافر الصغار)
ابن العطار قال:
هجرتني بعد وصل / فدمع الصبّ صبُّ
ولست أشكو ولكن / قطع العوائد صعبُ